للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - مفهوم الإيمان باليوم الآخر

(يوم الدين) ودلالته على التوحيد

أولًا: التعريف باليوم الآخر:

«اليوم الآخر: هو يوم القيامة وسُمِّي ذلك اليوم باليوم الآخر لأنه اليوم الذي لا يوم بعده» (١) «والقيامة: أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيهًا على وقوعها دفعة. وقيل: أصله مصدر قام الخلق من قبورهم قيامة» (٢).

ومما قيل في تعريفه بصورة إجمالية: «هو الإيمان بكل ما أخبر به الله -سبحانه وتعالى -في كتابه، وأخبر به رسوله -صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه، والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان، والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله تعالى لأهلهما جميعًا» (٣).

وسُمِّي يوم القيامة باليوم الآخر؛ لأنه لا يوم بعده، وكذلك لأنه متأخر عن دار الدنيا؛ وكذلك لأنه آخر الأزمنة الموقوتة؛ فلا يوم بعده ولا زمان.

ولا يتحقَّق الإيمان باليوم الآخر إلا بالتصديق الجازم والاعتقاد الصادق بوقوعه ومَجِيئه والعمل بما يقتضيه الإيمان به جملة وتفصيلًا.

ثانيًا: مفهوم الإيمان باليوم الآخر ومعناه وأدلة وجوبه.

الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة، والتي لا يكمل إيمان العبد ولا يصح إلا به، وقد ورد الإيمانُ باليوم الآخر مقترنًا بالإيمان بالله تعالى في مواضع شتى


(١) ينظر: جامع البيان للطبري (١/ ١١٧).
(٢) ينظر: لسان العرب لابن منظور (١١/ ٣٦٢)، مادة: (ق و م)، والكليات للكفوي (٥/ ١١٩)، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب (٦٩١)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (٥٩٦).
(٣) الإيمان، د. نعيم محمد ياسين (ص: ١٩).

<<  <   >  >>