للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقدي أو العملي، مما يدل على أنهم بعيدون عن السنة بقدر ما أحدثوا من البدعة» (١).

٢ - أهل السنة والجماعة وسبب تسميتهم بذلك.

سُمُّوا بذلك لانتسابهم لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- واجتماعهم على الأخذ بها ظاهرًا وباطنًا، في القول والعمل والاعتقاد، فهم اجتمعوا على الحق الثابت بالكتاب والسنة، ولم يتفرقوا في الدين، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة (٢).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وكون التسمية بأهل السنة والجماعة حادثة، لا يعني أن مذهب أهل السنة والجماعة حادث، بل مذهب أهل السنة هو ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته من بعده» (٣).

وقال العلَّامة يحيى العمراني اليماني -رحمه الله- (٤): «قال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: ١٠٦]، أما الذين ابيضت وجوههم قال: أهل السنة والجماعة، وأما الذين اسودت وجوههم قال: هم أهل البدع والضلالة» (٥).


(١) مجموع فتاوى ورسائل شيخنا محمد صالح العثيمين المجلد الاول -باب أهل السنة والجماعة.
(٢) ينظر: شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان (ص: ١٠)، وفتح رب البرية بتلخيص الحموية للشيخنا محمد بن صالح العثيمين (ص: ١٠).
(٣) منهاج السنة (٢/ ٤٨٢). نقلًا عن: أهل السنة والجماعة-خصائص وفضائل وأحكام-عرفة ابن طنطاوي-تحت الطبع.
(٤) يَحْيَى، أَبُوْ الخَيْرِ العِمْرَانِيُّ اليَمَانِيُّ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ بِبِلَادِ اليَمَنِ، (٤٨٩ - ٥٥٨ هـ)، إمام في الفقه وفروعه وأصوله، ومشارك في غيره من الفنون أصولًا وفروعاً، ربما ما عُرف إلا بعد أن طُبع كتابه البيان، وقد كان إمامًا في السنة على منهج السلف الصالح، وقد ألف في الرد على المعتزلة، كتاب الانتصار في الرد على القدرية الأشرار. ينظر: الأعلام للزركلي -طبقات الشافعية.
(٥) يعني: يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-، تفسير ابن كثير (٢/ ٩٢).

<<  <   >  >>