للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ريب أن سبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان.

فإذا كان الأمر كذلك فمن المحال أن يكون خير الناس، وأفضل القرون قد قصروا في هذا الباب بزيادة أو نقصان.

٦ - أن صفوة أولياء الله تعالى الذين لهم لسان صدق من سلف الأمة وخلفها هم على مذهب أهل السنة والجماعة، أهل الإثبات للأسماء والصفات، وهم أبعد الناس عن مذاهب أهل الإلحاد. (١)

٧ - تناقض علماء الكلام وحيرتهم واضطرابهم: فهذا مما يدل على صحة مذهب السلف؛ فلو كان مذهب الخلف حقًّا لما تناقضوا، ولما اضطربوا، ولما تحيروا وحيروا.

٨ - رجوع كثير من أئمة الكلام إلى الحق وإلى مذهب السلف: فهناك من أرباب علم الكلام الذين بلغوا الغاية فيه رجعوا إلى مذهب السلف، وتبرؤا من علم الكلام، وأعلنوا توبتهم منه، فهذا الرازي أحد أئمة أكابر علم الكلام ينوح على نفسه، ويبكي عليها، ويقول:

نهايةُ إقدامِ العقولِ عقالُ … وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا … وغاية دنيانا أذًى ووبال

ولم نَسْتَفِدْ من بحثنا طول عمرنا … سوى أن جمعنا فيه قيل وقالُوا

وكم قد رأينا من رجال ودولة … فبادوا جميعًا مسرعين وزالوا

وكم من جبال قد علا شرفاتِها … رجالٌ فزالوا والجبال جبال

وقال ابن الصلاح: «أخبرني القطب الطوغائي مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول: يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى».


(١) ينظر: درء تعارض العقل لابن تيمية (٥/ ٧).

<<  <   >  >>