للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له، كما بيّن الله ذلك في كتابه فقال سبحانه وتعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)} [ص].

فتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة كلها فلا يعبد غيره، ولا يُدعى ولا يُسأل سواه، ولا يُستغاث ولا يُستعان إلا به سبحانه، ولا يُنذر ولا يُذبح ولا يُنحر إلا له، ولا يُتوكل إلا عليه ولا يُخشى إلا إياه، ولا يُصرف أيّ شيء من أنواع العبادة إلا له، قال ربنا: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)} [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣] وقال سبحانه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)} [الكوثر] وإنما يقع الشرك في الألوهية بأن يُتخذ مع الله إله آخر يُعبد من دونه ويُتقرب إليه بالعبادة كما يُعبد اللهُ تعالى ويُتقرب إليه كذلك بالعبادة.

ويُستفاد مما سبق بيانه عن توحيد الألوهية ما يلي:

١ - أنه الغاية الكبرى التي خلق الله من أجلها الخلق.

٢ - أنه النعمة العظمى والمنة الكبرى التي امتن الله بهداية عباده إليها.

٣ - أنه الغاية العظمى من إرسال الرسل وإنزال الكتب.

٤ - أن من أجل حماية جنابه؛ شرع الجهاد في سبيل الله تعالى.

٥ - أنَّ تحقيقه سبب حصول كمال الاهتداء وتمام الأمن في الدارين، قال ربنا: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} [الأنعام].

٦ - أن تحقيقه من أعظم أسباب دفع النقم والعقوبات، ومن أسباب تفريج الكروبات، وحلول الخيرات، وسبب رغد العيش وحلول البركات وتنزل الرحمات.

٧ - تحقيق التوحيد سبب حصول العزة والكرامة للمؤمن، فمن حقق كمال التوحيد تولاه الله وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وشغله بما خُلق له وكفاه شر التزلف للخلق والتعلق بهم ورزقه حقيقة التوكل عليه والإنابة إليه.

٨ - أن تحقيقه سبب الفوز برحمة الله وحلول رضوانه على العبد، وسبب نيل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.

<<  <   >  >>