للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وأصل الجن: ستر الشيء، تقول جنه الليل، وجن عليه فجنه ستره، يقول تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} [الأنعام: ٧٧]، أي: ستر عليه وأظلم، والجنان: القلب لكونه مستورًا.

والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، فهي تفيد معنى الاستتار والاختفاء» (١).

والجن اصطلاحًا:

«إن الجن عالم من العوالم الغيبية التي نصدق بوجودها ونؤمن بأن هذا العالم يستحيل علينا تعريفه بعيدًا عن الوحي، وأي محاولة لتعريف هذا العالم خارج دائرة الوحي تعتبر ضربًا من العبث لا دليل تقوم عليه، وقد حاول بعض الباحثين والمفسرين تعريف عالم الجن بالاستعانة بالوحي، منهم: محمد فريد وجدي يقول:

«الجن نوع من الأرواح العاقلة المريدة على نحو ما عليه روح الإنسان ولكنهم مجردون من المادة، ليس لنا علم بهذا النوع من الأرواح إلا ما هدانا إليه القرآن العظيم من أنهم عالم قائم بذاته وأنهم قبائل وأن منهم المسلم ومنهم الكافر» (٢).

ويقول محمود حجازي: «الجن عالم غير عالمنا مستتر لا يُرى، الله أعلم بحقيقته ولا نعرف عنه إلا ما أخبرنا به الحق أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- في خبره الصحيح فهو مخلوق من نار {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧)} [الحجر].

وقد يبعَث لهم الرسل كما نص القرآن الكريم: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام: ١٣٠]. وهم كالبشر سواء بسواء يثاب مؤمنهم ويعاقب كافرهم» (٣).

ويقول الألوسي: «واحده جنّيّ، كروم ورومي، وهم أجسام عاقلة تغلب عليها النارية كما يشهد له قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥)} [الرحمن].


(١) ينظر: مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني (ص ٢٠٣ - ٢٠٤).
(٢) دائرة معارف القرن العشرين (٣/ ١٨٥).
(٣) التفسير الواضح (٣/ ٢٩، ١١٠).

<<  <   >  >>