للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل الهوائية، قابلة جميعها أو صنف منها للتشكل بالأشكال المختلفة، من شأنها الخفاء وقد ترى بصور غير صورها الأصلية، بل وبصورها الأصلية التي خلقت عليها كالملائكة -عليهم السلام-، وهذا للأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم ومن شاء الله تعالى من خواص عباده -عز وجل-، ولها قوة على الأعمال الشاقة ولا مانع عقلًا أن تكون بعض الأجسام اللطيفة النارية مخالفة لسائر أنواع الجسم اللطيف في الماهية ولها قبول لإفاضة الحياة والقدرة على أفعال عجيبة» (١).

وقد خلقهم الله من نار السموم قال تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧)} [الحجر]، {وَالْجَانَّ} «هو إبليس خُلِقَ قبل آدم و {نَارِ السَّمُومِ} «الحارَّة التي تقتل «(٢).

وقال سبحانه في سورة الرحمن: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥)} [الرحمن].

و {الْجَانَّ} أبو الجن. وقيل: هو إبليس. والمارج: اللهب الصافي الذي لا دخان فيه. وقيل: المختلط بسواد النار، من مرج الشيء إذا اضطرب واختلط» (٣).

و «الشيطان أصل الجن، كما أنّ آدم أصل الإنس» (٤).

ومما يدلل على أصل خلقتهم من السنة ما ثبت عند مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خلقتْ الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم» (٥).

وإذا أردنا الخروج بتعريف جامعٍ مانعٍ فلابد من تتبع واستقراء تام لنصوص الوحيين لمعرفة ماهية عالم الجن وطبائع هذا العالم الغيبي، ومعرفة صفاتهم الخِلقِة والخُلقية، وقدراتهم الخارقة لعادات البشر وطبيعة تكوينهم من نار وحقيقة أجسامهم


(١) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (٢٩/ ١٠٢).
(٢) الطبري (١٧/ ١٠٠).
(٣) الكشاف للزمخشري (٦/ ٨).
(٤) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٣٥، ٣٤٦).
(٥) مسلم (٢٩٩٦).

<<  <   >  >>