للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجدى، إذ هو كوالد لولده الذي ليس له غيره من أحد» (١).

فأصبحت شريعة النصارى المحرفة المبدلة باطلة لا تقبل عند الله، ورسالة الإسلام وشريعته الباقية هي الدين الذي لا يقبل الله دينًا سواه، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)} [آل عمران].

رابعًا: أخص صفات النصارى.

[١ - الكفر بالله تعالى]

كما قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: ١٧].

«هذا حكم من الله تعالى بتكفير فرق النصارى من الملكية، واليعقوبية، والنسطورية، ممن قال منهم: بأن المسيح هو الله -تعالى الله عن قولهم وتنزه وتقدس-» (٢).

وكلام ابن كثير -رحمه الله- بتحديد بعض فرق النصارى لا يعني حصر الكفر فيهم دون غيرهم من الفرق، بل الحكم بتكفيرهم حكم عام يشمل كل من نسب الألوهية للمسيح -عليه السلام-، فهو وصف عام يشمل كل نصراني قال بألوهية المسيح -عليه السلام-، كما شمل هذا الحكم أيضًا كل من قال ببنوة المسيح وجعله ابنًا لله تعالى.

ومن دلائل كفرهم الصريح-أيضًا- مما ورد في كتاب الله، قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣)} [المائدة].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: «والصحيح: أنها أنزلت في النصارى خاصة، قاله مجاهد وغير واحد.


(١) التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب (١٢/ ٣٥٧).
(٢) تفسير ابن كثير (٢/ ١١١).

<<  <   >  >>