للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنّ هذه السورة اشتملت على القرآن كلّه، لا توجد آية في القرآن إلّا ومضمونها موجود في هذه السورة، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، وذلك لأنّ هذه السورة اشتملت على ثلاثة أشياء هي القرآن كلّه:

الأوّل: التوحيد الّذي هو الأساس.

الثاني: الترغيب أو الوعد.

والثالث: الترهيب أو الوعيد اللذان هما فرع من الأساس.

تضمّنت هذه الأمور الثلاثة مع ما سيذكر بعد من تصنيف الناس بحسب هذه الأمور.

وجرت سنّة الله -عز وجل- في كتابه الحكيم الجمع بين الترغيب والترهيب بعدما يشرح لنا هذا التوحيد.

ولمّا ذكر الله -عز وجل- أقسام التوحيد بجميع أنواعها أتبع ذلك بالترغيب في هذا التوحيد والترهيب من مخالفة هذا التوحيد، ثمّ صنّف الناس بحسب عملهم، أو بحسب اتّصالهم بهذا التوحيد.

هذه الأمور الثلاثة إذا قرأنا القرآن من سورة البقرة إلى آخر سورة الناس لا نجد آية واحدة خرجت عنها» (١) (٢).

٢ - تقرير التوحيد في السورة تفصيلًا.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «وقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)}، يتضمن الأصل الأول، وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.


(١) تفسير سورة الفاتحة وبيان ما تضمّنته من أنواع التوحيد (ص ١٨ - ١٩)، ضمن سلسلة (الرسائل الأنصاريّة رسائل في العقيدة) لحمّاد الأنصاريّ.
(٢) هو: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي -نسبة إلى سعد بن عبادة الصحابي الجليل-، بأفريقيا. -ولد سنة (١٣٤٣ هـ) - ببلدة يقال لها: (تاد مكة) في مالي وقد توفي (١٤١٨ هـ)، وصُلّيَ عليه في المسجد النبوي الشريف.

<<  <   >  >>