للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - منهج أهل السنة والجماعة وطريقتهم في الأسماء والصفات]

يعتمد هذا النوع من أنواع التوحيد عند أهل السنة والجماعة على أربعة قواعد لا يتحقق كماله وتمامه إلا بها.

القاعدة الأول: تعظيم وتنزيه الخالق عن مشابهة المخلوق، وعن جميع النقائص كلها.

ونفي تلك النقائص التي نفاها الله عن نفسه في كتابه، ونفاها عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم- فيما ثبت من سنته الصحيحة، مع إثبات كمال ضد هذه النقائص تنزيهًا وتعظيمًا وإجلالًا لله تعالى.

القاعدة الثانية: الإيمان بكل ما ورد وثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وإثباتها لله تعالى على الحقيقة على وجه يليق بذات الله تعالى، بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، قال ربنا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى].

وهذا نفي، متضمن إثباتَ الكمالات كلها لله تعالى، فأهل السنة والجماعة ينفون مماثلة الخالق للمخلوق، مع إثبات الكمال المطلق لله تعالى.

القاعدة الثالثة: قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الرب جل في علاه.

القاعدة الرابعة: التوقف فيما لم يرد فيه إثبات أو نفي:

فمنهج أهل السنة والجماعة فيه: «التوقف: وذلك فيما لم يرد إثباته أو نفيه مما تنازع الناس فيه كالجسم -مثلًا-، والحيّز، والجهة ونحو ذلك، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه فلا يثبتونه ولا ينفونه، لعدم ورود النص بذلك.

أما معناه فيستفصلون عنه، فإن أُريد به معنى باطل يُنَزَّهُ الله عنه رَدَّوه، وإن أُريد به معنىً حقٌّ لا يمتنع على الله قبلوه، مثل الجهة: إن كانوا يقصدون بها أن اللهَ في السماء، فهذا صحيح، وإن كانوا يقصدون أن الله تحويه السماءُ، فهذا باطلٌ» (١).


(١) رسائل الحمد في العقيدة (٤/ ٧).

<<  <   >  >>