للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الباب لاقى عناية فائقة فكتب فيه الأولون والآخرون مصنفات عدة، منها ما هو محفوظ ومنها ما هو مفقود، ومما حفظ فيما كُتِبَ في ذلك ما كتبه ابن أبي شيبة صاحب المصنف، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن كثير، وأبو الفضل … عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ، والإمام الآجري صاحب كتاب الشريعة، وابن الضريس، والنووي، ومن المتأخرين خلق كثير منهم محمد بن رزق بن طرهوني، كذلك الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ومما حُفِظَ أيضًا ويُفاد منه في هذا الباب الموسوعات الحاسوبية (الإلكترونية) كموسوعة علوم القرآن، فقد حوت قرابة ثمان وعشرين مصنفًا من مصنفات أمهات كتب علوم القرآن.

ولفاتحة الكتاب المكانة العظمى فيما كُتب وصنف في هذا الباب، فقد اعتنى الأئمة ببيان فضائل السورة الكريمة وذكر ما ورد فيها من أحاديث وآثار، ومن البديهي أن يرد فيها ما هو صحيح ثابت وما هو دون ذلك كما مرَّ معنا ذكر ذلك آنفًا، فكان من الباحث الاكتفاء بذكر ما ثبت وصح من الأحاديث والآثار الثابتة والواردة في فضل سورة الفاتحة، وهي كثيرة مما يدل على عظيم قدر السورة وجليل شأنها وعلو منزلتها، ونسوق بعض ما ورد وثبت في فضلها وخصائصها على النحو التالي:

أولًا: الفاتحة هي أعظم سور القرآن.

لا شك أن القرآن كله هو كلام الله سبحانه وتعالى، والله تعالى له الحكمة البالغة في اصطفاء وتفضيل بعض آياته وسوره على بعض لما حوته من الفضائل والحكم، وسورة الفاتحة حازت السبق الأكبر في هذا التفضيل بين سور القرآن حتى أضحت أعظم سورة في كتاب الله.

فقد ثبت عند البخاري وغيره من حديث أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:

<<  <   >  >>