للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السابع:

بيان بعض ما ورد في فضائلها وخصائصها

لقد صنف أئمة الإسلام في فضائل القرآن مؤلفات ومصنفات كُثُر، وكان السبق في التصنيف في هذا الميدان للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي -رحمه الله-، حيث صنف كتابًا أسماه: (فضائل القرآن ومعالمه وآدابه)، وجُلّ المصنفاتِ في هذا الباب من بعده تستقي من معين كتابه وتنهل من بحر علمه الزاخر، فهو بمثابة الكتاب الأم في بابه، ولقد اعتنى فيه مصنفه برواية الأحاديث والآثار بسنده، ولكن الكتاب جمع الصحيح وغير الصحيح، ولأهمية الكتاب من الناحية العلمية والتصنيف فقد لاقى قبولًا واسعًا فمؤلفه إمام وعلم من أعلام الأمة، وكذلك لقي الكتاب العناية بالتحقيق والتدقيق من بعض الباحثين المعاصرين (١).

وممن صنف في هذا الباب أيضًا محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي الأندلسي -رحمه الله- (ت-٦١٩ هـ)، فقد صنف كتابه (لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن)، ومصنفه هذا من أفضل وأنفع وأجمع ما صنف في بابه، ولقد اعتنى به مصنفه فجمعه من سبعين كتابًا كما بين ذلك في مقدمته، ولمكانة الكتاب وأهميته فقد لاقى عناية من بعض الباحثين فقام بتحقيقه (٢).


(١) كتحقيق مروان العطية وزملائه ونشرته دار ابن كثير بدمشق، وتحقيق أحمد بن عبدالواحد الخياطي في رسالته للماجستير ونشرته وزارة الأوقاف المغربية في جزأين. وهذا الكتاب لا يستغنى عنه بغيره لإمامة مؤلفه.
(٢) حققه الدكتور رفعت فوزي عبدالمطلب بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ونشرته دار البشائر الإسلامية في ثلاثة مجلدات.

<<  <   >  >>