للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باليهود والنصارى باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد فيقول -صلى الله عليه وسلم-: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». تقول عائشة -رضي الله عنها-: «يُحَذِّرُ مثل الذي صنعوا» (١).

[ب- التوحيد سبب الفلاح]

فعند أحمد المسند، من طريق شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء، قال: حدثني شيخ من بني مالك ابن كنانة، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوق ذي المجاز (٢) يتخللها يقول: «يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» (٣).

فعلق النبي -صلى الله عليه وسلم- الفلاح على قول لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ولا يتحقق ذلك بمجرد النطق بها باللسان، إذ لابد من العمل بلوازمها وما دلت عليه من نفي العبادة عن كل معبود سوى الله تعالى وإثباتها وصرفها لله سبحانه وحده لا شريك له.

«وقد تواتر عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه أوَّل ما دعا الخلق إلى أن يقولوا: لا إله إلاَّ الله» (٤).

وَعنْ عُثْمَانَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلاَّ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ» (٥).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- في حديث طويل، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه بنعليه فقال: «مَن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة» (٦).

فاشترط في دخول الجنة لمن قالها أن يكون قلبه مستيقنًا بها غير شاك فيها، فإذا


(١) أخرجه البخاري (١٣٩٠)، ومسلم (٥٢٩)، من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
(٢) ذو المجاز: هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية. و هو من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار. ويقع في شرق مكة المكرمة ويبعد عنها مسافة ٢١ كم. وللاستزادة ينظر: الموسوعة الحرة.
(٣) سنده صحيح: أخرجه أحمد (١٦٦٠٣)، وينظر: إرواء الغليل (٨٣٤).
(٤) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٥٤).
(٥) أخرجه مسلم (٢٦).
(٦) أخرجه مسلم (٣١).

<<  <   >  >>