للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)} [المائدة]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)} [المائدة] (١).

وفي المسند وسنن الترمذي من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون» (٢).

[والحاصل من جراء ذلك كله أن السبل المذكورة ثلاثة سبل]

الأول: سبيل المنعم عليهم.

الثاني: سبيل المغضوب عليهم.

الثالث: سبيل الضالين.

ويتبين من ذلك أيضًا:

أن أهل السبيل الأول هم الذين قال الله فيه: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي: من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ويدخل ضمنًا معهم المؤمنون المهتدون الذين أنعم الله تعالى عليهم بطاعته وعبادته.

وأن أهل السبيل الثاني هم: {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهم اليهود، وكل من سلك سبيلهم ممن عرف الحق ولم يتبعه ولم يعمل به.

وأن أهل السبيل الثالث هم: {الضَّالِّينَ (٧)} وهم النصارى، ومن سلك سبيلهم ممن عبد الله على جهالة وضلالة، لذا فكل من عرف الحق من علمائنا ولم يعمل به ففيه شبه من اليهود، وكل من عبد الله على ضلالة من عبادنا ففيه شبه من النصارى.

ولما كان اليهود أمة عناد خُصوا بما يناسبهم ألا وهو الغضب، ولما كانت النصارى أمة جهل خُصوا أيضًا بما يناسبهم ألا وهو الضلال.


(١) تفسير ابن كثير (١/ ١٤٣).
(٢) أخرجه البخاري (١٤١٣)، ومسلم (١٠١٦).

<<  <   >  >>