للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الخامس:

بيان المعنى الإجمالي للسورة الكريمة

لقد «اشتملت هذه السورة الكريمة وهي سبع آيات، على حمد اللّه وتمجيده والثّناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدّين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتّضرّع إليه، والتّبرّؤ من حولهم وقوّتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهيّة تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريكٌ أو نظيرٌ أو مماثلٌ، وإلى سؤالهم إيّاه الهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم، وتثبيتهم عليه حتّى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصّراط الحسّيّ يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنّات النّعيم في جوار النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين.

واشتملت على التّرغيب في الأعمال الصّالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتّحذير من مسالك الباطل؛ لئلّا يُحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون (١).

ولقد افتتح الرب جل في علاه الله هذه السورة، التي افتتح بها كتابه-بحمده سبحانه- فقال سبحانه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)}.

حمد الله نفسه العلية قبل أن يحمده حامد، فهو سبحانه المستحق للمحامد كلها.

و {الْحَمْدُ}: مبتدأ مرفوع.

وقوله: {لِلَّهِ} جار ومجرور [على التعظيم والإجلال والتبجيل لرب العزة والجلال] (٢).


(١) تفسير ابن كثير (١/ ١٤٣ - ١٤٤).
(٢) ما بين المعكوفين من إضافة الباحث تأدبًا مع الرب العظيم وذاته العلية سبحانه وتعالى.

<<  <   >  >>