للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعبادة» أي: أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا، لا تشرك به نبيًّا مرسلًا، ولا ملكًا مقربًا ولا رئيسًا ولا ملكًا ولا أحدًا من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيمًا، ورغبة ورهبة، وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: «إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به» (١).

وعرفه العلَّامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (٢) -رحمه الله- بقوله: «التوحيد يطلق شرعًا على تفرد الله بالربوبية والإلهية، وكمال الأسماء والصفات» (٣).

قال محمد طاهر الفَتَّنِي (٤) -رحمه الله-: «توحيد الله تعالى: الإقرار بوحدانيته، واتصافه بالمحامد، وتنزيهه عن النقائص، وطرد الإشراك به عبادة واستعانة وذبحًا ونذرًا


(١) شرح ثلاثة الأصول (١/ ٣٩).
(٢) عبد الرزاق عفيفي: عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر العفيفي الربيعي من قبيلة بني ربيعة إحدى القبائل المعروفة في نجد، ولد في سنشور، وهي قرية تابعة لمحافظة المنوفية في مصر، سنة (١٣٢٥ هـ (، تلقى تعليمه العالي في الجامع الأزهر، وتخرج فيه (سنة ١٣٥١ هـ)، حاصلًا على الشهادة العالمية، ثم درس في شعبة الفقه وأصوله طلبًا للتخصص.
قال فيه العلَّامة الألباني: «التقيته غير مرة في مواسم الحج، وكنت أستمع -أحيانًا- إلى إجاباته العلمية على استفتاءات الحجاج المتنوعة، محكمة، تدل على فقه دقيق، واتباع ظاهر لمنهج السلف «.
كانت وفاته صبيحة يوم الخميس لخمسة أيام بقين من ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة، ودفن في الرياض بعد صلاة الجمعة. ينطر: الشيخ العلَّامة عبد الرزاق عفيفي: حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة.
(٣) مذكرة التوحيد (١/ ٣ (.
(٤) الفَتَّنِي-جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي (٩١٠ - ٩٨٦ هـ) عالم بالحديث ورجاله. كان يلقب بملك المحدثين. نسبته إلى فَتَّن (من بلاد كجرات بالهند) ومولده ووفاته فيها. دعا إلى مناوأة البواهير (طائفة تتسمى بالإسلام ودخلتها بدع القرامطة). وكانوا قومه، أنكر عليهم بدعتهم، فانفردوا به فقتلوه. من كتبه (مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار)، و (تذكرة الموضوعات) و (المغني في أسماء رجال).

<<  <   >  >>