للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآية [النساء: ٦٩]» (١).

والنبي -صلى الله عليه وسلم- في مرض موته يسلي نفسه ويعزيها بشرف تلك الصحبة التي هو منها، وهو أعلاهم شرفًا ومكانة ورتبة وقدرًا.

فقد روى البخاري بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من نبي يمرض إلا خيّر بين الدنيا والآخرة». وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بُحّة شديدة فسمعته يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩]، فعلمت أنه خُيّر» (٢).

«{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ممن تقدم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره» (٣).

ثامنًا: قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} فيه بيان أن صراط المنعم عليهم «غير صراط المغضوب عليهم، [وهم] الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق، وأكد الكلام بـ «لا» ليدل على أنَّ ثّمَّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنصارى» (٤).

وبهذا كله يتبين العلاقة الوطيدة بين التوحيد وبين محور السورة الكريمة.

ولعل في هذا كفاية، والحمد لله رب العالمين.


(١) تفسير ابن كثير (١/ ١٤٠).
(٢) أخرجه البخاري (٤٥٨٦).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ١٤٠).
(٤) ابن كثير: المرجع السابق.

<<  <   >  >>