للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ خليل هراس (١) نقلًا عن ابن القيم: «إن الحمد إخبار عن محاسن المحمود، مع محبته وتعظيمه، فلابد فيه من اقتران الإرادة بالخير، بخلاف المدح، فإنه إخبار مجرد عن المحبة والتعظيم ولذلك يكون المدح أوسع تناولًا؛ لأنه يكون للحى والميت وللجمادات أيضا» ا. هـ. (٢)

ويقول ابن سعدي -رحمه الله-: «{الْحَمْدُ لِلَّهِ} هو: الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه. {رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} الرب: هو المربي جميع العالمين -وهم مَن سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم النعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى» (٣).

قال القرطبيُّ -رحمه الله-: «فيجب على كلِّ مكلَّف أن يَعتقد أنَّ الحمد على الإطلاق إنَّما هو لله، وأنَّ الألف واللام للاستغراق لا للعَهد، فهو الذي يستحقُّ جميعَ المحامد بأسرِها، فنحمده على كلِّ نعمة وعلى كلِّ حالٍ بمحامده كلِّها، ما عُلِم منها وما لم يُعلم … ، ثمَّ يجب عليه أن يسعى في خصال الحمد؛ وهي التخلُّق بالأخلاق الحميدة والأفعالِ الجميلة» (٤). اهـ.

وجملة القول:

أن الحمد يعني: الثناء ظاهرًا وباطنًا، ظاهرًا باللسان وباطنًا بالقلب، وحمد الله


(١) هو العالم الأزهري الدكتور محمد خليل حسن هراس. ولد بقرية الشين التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية في مصر سنة (١٣٣٤ هـ، ١٩١٦ م).
أحد أبرز دعاة وعلماء الأزهر، وجمعية أنصار السنة المحمدية من أشد الناس في التصدي للصوفية ومنكري السنة، توفي في شهر سبتمبر سنة ١٩٧٥ م عن عمر يناهز الستين. نقلًا عن: الموسوعة الحرة، (ويكيبيديا).
(٢) شرح العقيدة الواسطية لهراس (صـ ١٦) ط دار بن رجب وينظر: بدائع الفوائد لابن القيم.
(٣) ابن سعدي (١/ ٣٢).
(٤) الأسنى في شرح الأسماء الحسنى (م ١ ص ١٩٠).

<<  <   >  >>