للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار» (١).

و «الرب يكون بمعنى المالك، فالله تعالى مالك العالمين ومربيهم ولا يقال للمخلوق هو الرب معرفًا، إنما يقال: رب كذا مضافًا؛ لأن الألف واللام للتعميم وهو لا يملك الكل» (٢).

فدل ذلك كله على الإقرار بالربوبية لخالق الخلق أجمعين، وهو المحمود على كل حال، فله الحمد على ربوبيته وتدبيره لشؤون خلقه، فكل أوقات العبد تستوجب لله حمدًا منذ انتباهه من نومه وحتى منامه، وهو متقلب بين ذلك كله في نعم ربه وآلائه التي لا تُعد ولا تُحصى، أمده ربُهُ بمطعمه ومشربه ومأواه، وأعانه على شؤون حياته كلها من الحركة والنشاط والسعي في مصالح معاشه، وهذه النعم يشترك فيها خلق الله أجمعين، وكذلك هداه لدينه ويسر له عبادته وأعانه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وهذه النعمة الكبرى والمنة العظمى نعمة التربية الربانية الخاصة بعباد الله المؤمنين.

وفيما مضى بيان شاف كاف لمكانة حمد الله تعالى ودلالته على التوحيد.

ولعل في ذلك كفاية والحمد لله رب العالمين.


(١) تفسير ابن سعدي (١/ ٣١).
(٢) تفسير البغوي (١/ ٥٣).

<<  <   >  >>