للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأشراف الملائكة هم من شهدوا غزوة بدر، ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي (١): أن جبريل جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين، -أو كلمة نحوها-، قال: وكذلك مَن شهد بدرًا من الملائكة» (٢).

وقد بلغ من ذله وعبوديته لربه وتعظيمه لأمره أنه منذ أن وِكِلَت إليه هذه المهمة العظيمة الجليلة لم يفتأ ينظر إلى عرش ربه ينتظر متى يؤمر بالنفخ في الصور حال صدور أمر ربه جل في علاه، فقد ثبت عند الحاكم وصححه الألباني -رحمه الله- تعالى من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن طَرْفَ صاحبِ الصُّور مُذْ وكِّل به مستعدٌّ ينظرُ نحو العرش مخافةَ أن يُؤمَر قبل أن يرتدَّ إليه طَرْفُه، كأن عينيه كوكبانِ دُرِّيَّانِ» (٣).

وقد وقع خلاف بين العلماء في النفخ في الصور، هل هو نفختان، أم ثلاث نفخات؟ والراجح أنهما نفختان اثنتان، أما النفخة الأولى فهي نفخة (الصَعْق)، وأما النفخة الثانية فهي نفخة (البعث).

كما دل على ذلك قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ


=٢٨٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٥٧٤ - ٥٧٥)، والحاكم (٣/ ٦٨) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في الفتح (٧/ ٣١٣). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٨٥): «رجاله رجال الصحيح»، وقال أحمد شاكر في المسند: «إسناده صحيح»، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣٢٤١).
(١) رفاعة بن رافع بن مالك (ت: ٤١ هـ (، صحابي من بني زريق من الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، والمشاهد كلها مع النبي محمد. كما شهد وقعتي الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب، وتوفي في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان. وينظر: الإصابة في تمييز الصحابة -رفاعة بن رافع، عن موقع الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).
(٢) البخاري (٣٩٩٢).
(٣) النسائي في الكبرى (١١٠١٦)، والحاكم (٨٧٧٣). قال الحافظ في الفتح (١١/ ٣٦٨): سنده حسن، وصححه الألباني في الصحيحة (١٠٧٨).

<<  <   >  >>