للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (٣٧) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (٣٨)} [الكهف].

وإذا أطلق أحدهما دخل الآخر في معناه.

كما قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (١١٧)} [المؤمنون].

وقد يفرق بينهما، قال النووي (١) -رحمه الله-: «الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من


(١) النووي: (٦٣١ - ٦٧٦ هـ): هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن، النووي (أو النواوي) أبو زكريا، محيي الدين. من أهل نوى من قرى حوران جنوبي دمشق. علَّامة في الفقه الشافعي والحديث واللغة. من تصانيفه (المجموع شرح المهذب) و (روضة الطالبين)؛ و (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج) [طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ١٦٥)؛ والأعلام للزركلي (٩٩/ ١٨٥)؛ والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٧٨)].
عقيدته ومنهجه: النووي -رحمه الله-: (له أغلاط في الصفات سلك فيها مسلك المؤولين وأخطأ في ذلك فلا يقتدى به في ذلك؛ بل الواجب التمسك بقول أهل السنة وهو إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب العزيز .... ) اللجنة الدائمة فتوى برقم (٤٢٦٤) (٣/ ٢٢١) عن النووي -رحمه الله-: النووي ليس أشعريًّا صرفًا على أصولهم كلها؛ بل قد خالفهم في أصول كثيرة؛ منها:
١ - دفاعه عن عقيدة السلف في أفعال العباد.
٢ - إثبات رؤية الله يوم القيامة.
٣ - دفاعه عن عقيدة السلف في حقيقة الإيمان وزيادته ونقصانه.
٤ - كلامه عن حكم مرتكب الكبيرة.
٥ - وكلامه في النبوات.
٦ - أول واجب على المكلف رد فيه على الأشاعرة (المجموع ١/ ٢٤ - ٢٥) ينظر: ترجمة الحافظ ابن حجر أيضًا فيها زيادة بيان وإيضاح (الباحث).

<<  <   >  >>