للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل» (١).

ويقول القاضي عياض -رحمه الله- (٢): «وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض، المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} [الفاتحة] إلى آخر {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} [الناس] أنه كلام الله، ووحيه المنزَّل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفًا قاصدًا لذلك، أو بدَّله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفًا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأُجمع على أنه ليس من القرآن، عامدًا لكل هذا: أنه كافر» انتهى (٣).

وأما اختلاف أهل العلم حول قرآنية البسملة فلا يشمله هذا الحكم، لأن أئمة القراءات لم يختلفوا في قراءتها في أوائل السور، والصحابة الكرام -رضي الله عنهم- مجمعون على إثبات البسملة في أوائل السور عدا براءة، وذلك في المصاحف العثمانية الذي كتبها الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وبعث به إلى الأمصار

ويقول الشوكاني في ذلك: «واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها، ولا من نفاها؛ لاختلاف العلماء فيها، بخلاف ما لو نفى حرفًا مُجمعًا عليه، أو أثبت ما لم يقل به أحد: فإنه يكفر بالإجماع.

ولا خلاف أنها آية في أثناء سورة «النمل»، ولا خلاف في إثباتها خطًّا في أوائل


=الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عين عضواً في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في هيئة كبار العلماء بالسعودية. توفي ودفن بمكة. ينظر الموسوعة الحرة، وعلماء نجد للبسام (٦/ ١٧٤).
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٩/ ٤١).
(٢) الإمام العلَّامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض المالكي، ينظر: سير أعلام النبلاء (ص: ٢١٣) وما بعدها.
(٣) الشفا بتعريف حقوق المصطفى (٢/ ٣٠٤، ٣٠٥).

<<  <   >  >>