للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل صح عنه -صلى الله عليه وسلم- الإسرار بها من حديث أنس، وقد وقفت له على عشرة طرق ذكرتها في تخريج كتابي صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-» (١).

وسُئل الإمام العلَّامة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة، وغيرها من السور؟

فأجاب: «اختلف العلماء في ذلك، فبعضهم استحب الجهر بها، وبعضهم كره ذلك وأحب الإسرار بها، وهذا هو الأرجح والأفضل لما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- قال: «صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخلف أبي بكر وعمر؛ وكانوا لا يجهرون بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)(٢).

وجاء في معناه عدة أحاديث، وورد في بعض الأحاديث ما يدل على استحباب الجهر بها؛ ولكنها أحاديث ضعيفة، ولا نعلم في الجهر بالبسملة حديثًا صحيحًا صريحًا يدل على ذلك (٣).

ولعل في هذا كفاية، والحمد لله رب العالمين.


=الساعاتي، أبو عبد الرحمن. (١٣٣٣ هـ ١٤٢٠ هـ). من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون: إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني، والحافظ ابن كثير، وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته: ولد في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا، وهاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها ينظر:
١ - حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه؛ محمد بن إبراهيم الشيباني.
٢ - محمد ناصر الدين الألباني: محدِّث العصر، وناصر السنَّة؛ إبراهيم محمد العلي.
(١) تمام المنة للألباني (١٦٩)
(٢) البخاري (٧١٠)، ومسلم (٣٩٩).
(٣) مجموع فتاوى ابن باز (١١/ ١١٩).

<<  <   >  >>