للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمران، والكهف.

واختلف أهل العلم، هل أسماء سور القرآن الكريم كلها ثابت بتوقيف من النبي -صلى الله عليه وسلم-، أم أن بعضها ثبت باجتهاد من الصحابة -رضي الله عنهم-؟

فذهب أكثر أهل العلم إلى أن أسماء سور القرآن كلها ثابتة بتوقيف من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله-: «لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (١). انتهى.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن بعض أسماء سور القرآن الكريم كان بتسمية النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، وبعضها كان باجتهاد من الصحابة أنفسهم -رضي الله عنهم-، وهذا هو القول الصحيح المتلائم مع عموم الأدلة.

يقول الطاهر بن عاشور -رحمه الله- (٢): «إنه لم يثبت في السنة الصحيحة والمأثورة من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، أو أم القرآن، أو أم الكتاب» (٣).


(١) جامع البيان (١/ ١٠٠).
(٢) محمد الطَّاهر بن محمد بن محمد الطَّاهر بن عاشور، ولد في مدينة تونس سنة (١٢٩٦) هـ، أحد أهم العلماء الذين عرفتهم تونس في القرن العشرين. وقد توفي في (١٣٩٣ هـ).
أما عقيدته: فالطاهر ابن عاشور كان في مسائل الاعتقاد وعلم الكلام على مذهب الأشاعرة من حيث الأصل، ويظهر اعتقاد العلَّامة ابن عاشور واضحًا في موقفه من نصوص الصفات، فهو إما أن يؤولها، وإما أن يفوضها، وينظر: في ذلك تفسيره للإتيان (٢/ ٢٨٤) والاستواء (١٦/ ١٨٧)، واليدين (٢٣/ ٣٠٢).
ينظر:
* كتاب: شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور تأليف: بلقاسم الغالي.
* كتاب: محمد الطاهر بن عاشور علَّامة الفقه وأصوله، والتفسير وعلومه. تأليف: خالد الطباع.
* مقدمة كتاب: مقاصد الشريعة لابن عاشور تحقيق: محمد الطاهر الميساوي.
* كتاب: التقريب لتفسير التحرير والتنوير تأليف: محمد بن إبراهيم الحمد.
(٣) التحرير والتنوير (١/ ١٣٢).

<<  <   >  >>