كتاب تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

الشروط المختلف فيها بناء على الدليل - ٣ - العدالة - ص: 159

والمعتزلة (١) والزيدية (٢) وقيَّده الكمالان بالأمن (٣)، ونقل القاضي عبد الجبار الإجماع على استحقاقه العزل (٤). ولكنه لا ينعزل من تلقاء نفسه، وهذا رأي أكثر العلماء، كالجويني (٥)، والشافعية على وجهين أصحُّهما عند الرافعي (٦) والنووي أنه لا ينعزل بالفسق (٧)، وهو رأي أبي حنيفة ورواية عن محمد (٨)، ورواية عند الحنابلة (٩)، والراجح عند المالكية (١٠)، قال مالك بن أنس: «سلطان جائر مدة خير من فتنة ساعة» (١١).

واستدلوا على ذلك بالإجماع على عدم عزل من طرأ عليه الفسق، وهو أسبق

---

(١) التاج والإكليل للعبدري: ٨/ ٣٦٨.
(٢) البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: ٥/ ٣٨٣. السيل الجرَّار للشوكاني: ٣/ ٧٠٣.
(٣) المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم لحسن عبيد: ص ٣٤٧.
(٤) الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي: ص ١٩٣.
(٥) الإرشاد للجويني: ص ٤٢٥. غياث الأمم للجويني: ص ٦٤، ٦٦.
(٦) انظر ترجمة الرافعي في فهرس الأعلام رقم (٦١).
(٧) إعانة الطالبين للدمياطي: ٣/ ٣٠٥. الأحكام السلطانية للماوردي: ص ١٩. مغني المحتاج للخطيب الشربيني: ٤/ ١٣٠. تحفة المحتاج للهيتمي: ١١/ ٣٤٩. شرح النووي على مسلم: ١٢/ ٢٣٢. روضة الطالبين للنووي: ١٠/ ٤٨ كتاب الإمامة وقتال البغاة. أسنى المطالب للأنصاري: ٤/ ١١١.
(٨) حاشية ابن عابدين: ١/ ٥٤٨، ٥٤٩. شرح الدر المختار للحصكفي: ١/ ١١٥. شرح المقاصد للتفتازاني: ٥/ ٢٥٧. وانظر ترجمة أبي حنيفة في فهرس الأعلام رقم (٢٣).
(٩) الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص ٢٠. منار السبيل: ٢/ ٣٥٣. المبدع لابن مفلح: ١٠/ ٢٤. دليل الطالب لمرعي الحنبلي: ١/ ٣١٧. كشاف القناع للبهوتي: ٦/ ١٦٠. مطالب أولي النهى للرحيباني: ٦/ ٢٦٥. الموسوعة الفقهية: ٦/ ٢٢٠ مادة (عدل).
(١٠) الفواكه الدواني للنفراوي: ١/ ١٠٧. ويعارضه قول القرطبي -كما مر قبل قليل-: «إذا نصب الإمام عدلاً ثمَّ فسق بعد إبرام العقد، فقال الجمهور: تنفسخ إمامته وينخلع بالفسقِ الظاهر المعلوم؛ لأَنَّه قد ثبت أنَّ الإمام إنما يقام لإقامة الحدود واستيفاءِ الحقوق وحفظ أموال الأَيتام والمجانين والنَّظر في أمورهم وغير ذلك، وما فيه من الفسقِ يقعده عن القيام بهذه الأمور، فلو جوزنا أَن يكون فاسقاً أَدى إلى إبطال ما أقيم لأجله، وينبغي أن يكون محل الخلاف مالم يشتد الضرر ببقائه وإلا اتُّفق على عزله» اهـ. تفسير القرطبي: ٢/ ١٠٩. التاج والإكليل للعبدري: ٨/ ٣٦٧، ٣٦٨.
(١١) ذكره بهذا اللفظ المراكشي في المعجب في تلخيص أخبار المغرب: ص ٢٢. ولم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث المعتمدة.