للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان ابن عباس وابن الحنفية يفضلان حكم بني أمية على حكم ابن الزبير (١)، ورفض ابن عمر وابن عباس وابن الحنفية وسعيد بن المسيب أن يبايعوا لابن الزبير حتى يجتمع الناس، ثم بايعوا - رضي الله عنهم - عبد الملك بن مروان بعد موت ابن الزبير (٢).

وكذلك كان أبو برزة الأسلمي وجندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنهم - يرون أن الجميع كانوا يقتتلون على الدنيا (٣).

وقال ابن خلدون عن عهد يزيد: «ولم يبق في المخالفة لهذا العهد - الذي اتفق عليه الجمهور - إلا ابن الزبير - رضي الله عنه -، وندور المخالف معروف» (٤).

وعلى كلٍ فإن هذا الخلاف في تفسير خروج ابن الزبير - رضي الله عنه - كان في حياة يزيد، أما بعد موته، وموت معاوية بن يزيد بعده بقليل، فقد بايع الناسُ ابنَ الزبير بيعة شرعية، وهو إن كان في نظر كثير ممن بقي من الصحابة في المدينة هو الأولى بالخلافة من يزيد في حياته، فإن خلافته اكتسبت شرعيتها الكاملة عند الجميع بعد وفاة يزيد وابنه معاوية بن يزيد (٥).


(١) مصنف عبد الرزاق: ١١/ ٤٥٣ (برقم ٢٠٩٨٥) بسند صحيح. الآحاد والمثاني للشيباني: ١/ ٤٢٢. وانظر مواقف المعارضة للشيباني: ص ٦٢٥. سير أعلام النبلاء للذهبي: ٤/ ٤٠، ١٢٤.
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي: ٤/ ٢٢٩، ٢٣٠. تاريخ الإسلام للذهبي: ٥/ ٣٥. طبقات ابن سعد: ٤/ ١٧١، ٤/ ١٥٢، ٥/ ١٠٠. البدء والتاريخ للمقدسي: ٦/ ٢٠، ٢٦ - ٢٧. تاريخ اليعقوبي: ٢/ ٢٤٧. الإمامة والسياسة المنسوب للدينوري: ص ١٦٩. تاريخ خليفة بن خياط: ص ٢١٤. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ٢٨/ ٢٠٣. صحيح البخاري: ٦/ ٢٦٥٤ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، رقم (٦٨٤٤)، و: ٦/ ٢٦٣٤ كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس رقم (٦٧٧٧) كلاهما عن ابن عمر. كما رفض ابن عمر أن يبايع ليزيد - أيضاً - لمَّا كان الخلاف بينه وبين ابن الزبير انظر: ٤/ ٢٥٤.
(٣) صحيح البخاري: ٦/ ٢٦٠٣ كتاب الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، رقم (٦٦٩٥) عن أبي برزة. مصنف ابن أبي شيبة: ٨/ ٥٩٤ - ٥٩٥ عن أبي برزة. مصنف عبد الرزاق: ١٠/ ٢٦ - ٢٧ باب ملء كف من دم رقم (١٨٢٥٠) عن جندب بن عبد الله. المعجم الكبير للطبراني: ٢/ ١٥٩ رقم (١٦٦٠) عن جندب. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢٩٧ - ٢٨٠: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. طبقات ابن سعد: ٤/ ١٧١ - ١٧٢. مسند أحمد: ٣٣/ ٤٢ عن أبي برزة، قال محقق الكتاب: «إسناده قوي، سكين بن عبد العزيز صدوق لا بأس به». وانظر مواقف المعارضة للشيباني: ص ٦٢٤.
(٤) مقدمة ابن خلدون: ص ٢١١. مواقف المعارضة في خلافة يزيد للشيباني: ص ٥٧٨، ٦٣٨.
(٥) الفصل في الملل لابن حزم: ١/ ١٣١. البدء والتاريخ للمقدسي: ٦/ ١٨. طبقات ابن سعد: ٤/ ٣٩. وانظر مدح ابن عمر لابن الزبير بعد مقتله في صحيح مسلم: ٧/ ١٩٠ كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها رقم (٦٦٦٠).

<<  <   >  >>