(٢) سبب التريث أنه بعد مرور خمس سنين على إمارة الوليد تمالأ قوم على رجل من خزاعة فقتلوه، فكتب الوليد بشأنهم إلى عثمان فأمره بقتلهم، فقتلهم فحقد عليه أولياؤهم وصاروا يكيدون له المرة تلو الأخرى حتى اتهموه بشرب الخمر، وذكروا ذلك لابن مسعود، ثم لعثمان، فأراد - رضي الله عنه - التثبت من الواقعة حتى يشهد الشهود، فشهد عليه هؤلاء فجلده وعزله، وهو ينكر ذلك. انظر: التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص ٥٠ - ٥٤. وفتح الباري لابن حجر: ٧/ ٦٩. وقد روى مسلم هذه الواقعة في صحيحه: ٣/ ١٣٣١ كتاب الحدود، باب حد الخمر رقم (١٧٠٧) عن علي - رضي الله عنه - بلفظٍ أوله: «شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان ... الخ». شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج ١/ ٣٠٨. (٣) انظر التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص ٥٧. (٤) انظر معجم البلدان: ١/ ١٨٨. وكان ابن أبي سرح يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح أن يُقتل فاستجار له عثمان - رضي الله عنه -، ثم كان عبد الله بن سعد بعد ذلك محموداً، وولي لعمر - رضي الله عنه - على الصعيد، ثم ولاه عثمان - رضي الله عنه - مصر كلها. انظر سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ٣٤. ولكن ذكر السيوطي أن أهل مصر جاؤوا إلى عثمان في آخر خلافته يشتكون من ابن أبي سرح، وكانت هذه القصة هي التي أدت إلى مقتل عثمان - رضي الله عنه -. انظر تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ١٥٧.