الأفضل أن يتحرى الإنسان المرأة الدينة. أي: التي تتصف بالدين ظاهراً.
وذلك:
- لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تنكح المرأة لأربع: لمالها. ولحسبها. ولجمالها. ثم قال: ولدينها. فظافر بذات الدين تربت يداك).
فنص الحديث على أن الصفات الأخرى مقصوده إلا أنه ينبغي على الإنسان أن يتحرى صفة الدين ومعلوم أن هذه الصفة من أكمل الصفات في الحال وفي المآل فإنها كلما زاد دينها قامت بواجبات الزوج كما ينبغي كما أنها تقوم بواجبات التربية كما ينبغي.
وهذا الحديث فيه الحث الصريح على تخير الزوجات الصالحات الدينات.
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:
أجنبية.
ومقصوده بأجنبية يعني: ليس بينه وبينها صلة قرابة نسب.
واستدلوا - رحمهم الله - على هذا بأمرين:
- الأمر الأول: أن أبناء الأجنبيات أنجب وأحسن صفات من أبناء القريبات. كما أن أبناء القريبا يكثر فيهن المرض.
- الدليل الثاني: أنه لو حصل بين الزوج والزوجة خلاف وعدم توافق فقد يؤدي هذا إلى قطيعة الرحم بين العائلتين. والشارع الحكيم يتشوف إلى البعد عما فيه قطيعة رحم.
= والقول الثاني: أن الإنسان إذا أراد أن يخطب ينظر إلى الأصلح فإن رأى الأصلح في القريبة فذاك وإلا أخذ الأجنبية.
واستدل هؤلاء:
- بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب ابنة عمته وهي زينب - رضي الله عنها -.
- وأنه زوج ابنته لعلي بن أبي طالب وهو ابن عمه - رضي الله عنه -.
- وزوج ابنته للعاص بن ربيع وهو من أقربائه.
والراجح أن نقول: من حيث النظر في الحقيقة مذهب الحنابلة قوي جداً ونحن نرى أن الذين لا يتزوجون إلا من بعض تكثر فيهم الأمراض بشكل كبير جداً وهذا أمر ملاحظ.
كما أنه يلاحظ كما قال الحنابلة كلهم أنه كلما ابتعد الإنسان كلما كان أنجب للأبناء وأقوى للبنية الجسمية والبنية العقلية. وهذا أمر مشاهد.
نحن نقول من حيث المشاهدات لاشك أن كلام الحنابلة قوي.