لماذا لأنها تسببت في فسخ النكاح , وإذا انفسخ النكاح بسبب من الزوجة قبل الدخول فلا مهر لها وقد تقدمت معنا هذه القاعدة في باب الصداق أنه إذا انفسخ النكاح بسبب من المرأة قبل الدخول فلا مهر لها إنما تقدم معنا الخلاف فاعتبار هل هذا سبب من الزوجة أو ليس بسبب من الزوجة في مسألتنا هذه إذا أرضعت هو بسبب من الزوجة , ولذلك فلا مهر لها.
قال - رحمه الله - (وكذا إن كانت طفلة فدبت فرضعت من نائمة)
يعني إذا تزوج الإنسان بطفلة فدبت هذه الطفلة ورضعت من أمك أصبحت حينئذ أختك فإنّ النكاح ينفسخ ولا مهر لها لماذا؟ لأنّ النكاح انفسخ بسبب من هذه الطفلة الصغيرة ولا عمل للزوج مطلقا فلا مهر عليه. وهذا صحيح. فإذا حصلت هذه الصورة فالعقد ينفسخ ولا مهر لها. في المسألة السابقة إذا أرضعت الزوجة الكبيرة قبل الدخول زوجة صغيرة انفسخ نكاحها أليس كذلك؟
انتهينا من الكبيرة لكن ما حكم الصغيرة؟ التي ارتضعت من الزوجة الكبيرة. هل تبقى زوجة أو أيضا ينفسخ نكاحها.؟
الجواب تبقى زوجة لماذا؟ لأنّ أمها حرمت لكن قبل الدخول , وبنات الأمهات لا يحرمن إلاّ بعد الدخول وهنا لا يوجد دخول فتبقى الصغيرة زوجة.
قال - رحمه الله - (وبعد الدخول مهرها بحاله)
يعني إذا تزوج الإنسان بامرأة ودخل بها ثم ارضعت زوجة صغيرة له فإنّ النكاح ينفسخ ولا يرجع الزوج على زوجته بالمهر لأنها أي الزوجة الكبيرة استحقت المهر بالدخول وتقدم معنا في باب الصداق أنّ من مقررات المهر الدخول. إلى هذا ذهب الجماهير وحكي إجماعا لأنّ الدخول من مقررات المهر.
والقول الثاني: أنه يرجع عليها بمهره. لأنها تسببت في إفساد النكاح. وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام وأثبت وجود الخلاف.