فإذا سألك سائل أيهما أفضل لي: أن أصلي في مسجد عتيق أو في مسجد بعيد؟
الجواب: في مسجد عتيق.
أيهما أفضل أن أصلي في مسجد بعيد أو في مسجد كثير جماعة؟
الجواب: في المسجد كثير الجماعة.
إذاً إذا عرفت الترتيب تستطيع أن تجيب في ترتيب المساجد.
- الأول: المسجد الذي لا تقام فيه الجماعة إلا بحضوره:
هذا هو المسجد الأول في الأفضلية. وهذا صحيح أن هذا أفضل المساجد بالنسبة للإنسان.
الدليل: - الدليل على أن هذا أفضل المساجد بالنسبة للمسلم: أن تركه الصلاة فيه يؤدي إلى تعطيل المسجد وحرمان المصلين من الصلاة فيه.
ولا شك تعليل قوي جداً وواضح فبناء عليه نقول أن هذا هو أفضل المساجد.
- الثاني: ثم ما كان أكثر جماعة:
ما كان أكثر جماعة أولى مما هو أقل أو عتيق أو بعيد.
الدليل: - قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أفضل ومع الرجلين أفضل وكل ما كان أكثر فهو حب إلى الله).
فهذا نص صريح صحيح في تقديم كثرة الجماعة على غيرها.
- الثالث: قال: ثم المسجد العتيق:
= الحنابلة - المذهب الاصطلاحي يجعل المسجد العتيق أفضل من الأكثر جماعة. فالمؤلف في هذا الموضع خالف المذهب الاصطلاحي.
لكن الصواب مع المؤلف في تقديم الأكثر جماعة على المسجد العتيق.
لماذا يفضل؟ من حيث الأصل المسجد العتيق يفضل لقدم العبادة والطاعة فيه.
وهذا التعليل كما ترون لا يقوم على نص معين وإنما هو تعليل يعتمد على النصوص العامة.
وتقدم معنا مراراً أنه إذا كان في المسألة نص فهو يقدم على التعليلات العامة المأخوذة من قواعد الشرع.
- الرابع: قال: وأبعد أولى من أقرب.
يعني أن المسجد البعيد أفضل من المسجد القريب.
والدليل: - الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دياركم تكتب آثاركم).
- وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أن من خرج إلى الصلاة لا يخطو خطوة إلا كتبت له بها حسنة ومحيت عنه بها سيئة).
وكلما كان المسجد أبعد كانت الخطوات أكثر. فهو أحب إلى الله.
= القول الثاني: أن الأبعد مقدم على العتيق أو الأقدم.
وأظن أن التعليل واضح. فما هو التعليل؟ أن في تفضيل الأبعد نص بينما العتيق في تفضيله تعليل.