غير أن اهتمامه باللغة والأدب غلب عليه، حيث كان متبشرًا في هذا الفرع من العلوم، ومن يطلع على كتابه (المطالع) يظهر له براعته في اللغة، واطلاعه الواسع على مصادرها، وتدقيقه الشديد وتتبعه للمسائل، وقدرته على النقد والترجيح والاجتهاد.
ويمكن القول بأن الهورينى يُعدُّ من أعلام اللغة والأدب في عصره. وقد وُصف في المراجع التي ترجمت له "بالأديب اللغوى" وأثنى عليه علماء عصره وأقروا له بالفضل والفهم وتمكنه في العلم (١).
أما عن مذهبه الفقهى فقد تفقه على المذهب الشافعى كما ذُكر عنه فى ترجمته، وورد فى كتاب (المطالع) ما يشير إِلى ذلك (٢). وإذا نظرنا إِلى عناوين الكتب الفقهية التي اقتبس منها في هذا الكتاب نجد أنها في الفقه الشافعى، باستثناء كتاب واحد في الفقه الحنفى (٣). ولا نعرف له كتابًا في الفقه، حيث كان جل إهتمامه باللغة والأدب كما أسلفنا.
[شيوخه]
والمعلومات التي بين يدي عن شيوخه قليلة. وقد ذكر هو نفسه في كتاب (المطالع النصرية) ثلاثة منهم، وهم:
١ - الشيخ سليمان الجمزُورى الشافعى الشهير بالأفندى صاحب منظومة "تحفة الأطفال في تجويد القرآن". وقد تعلم الهورينى على يديه في الجامع الأحمدى بطنطا، وذلك في بدايات طلبه للعلم. وسيأتى التعريف بالجمزورى في موضعه من الكتاب إِن شاء الله (٤).
٢ - الشيخ أبو النجار. ذكره الهورينى في (المطالع) وذكر أن له حاشية على كتاب "التصريح بمضمون التوضيح" في شرح أوضح المسالك إِلى ألفية
(١) راجع تقريظات العلماء على كتاب (المطالع النصرية) بداية من ص ٤٣٣ إِلى ص ٤٤٥.
(٢) راجع ص ٦٧ من الكتاب.
(٣) راجع أسماء هذه الكتب في القائمة التي تشتمل على مصادر المؤلف ضمن الفهارس الملحقة بآخر الكتاب.
(٤) راجع هذه الترجمة ص ٢٣٥.