للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَتُبْلِى الأُلَى يَسْتَلْئِمُونَ عَلَى الأُلَى ... تَرَاهُنَّ يَوْمَ الرَّوْعِ كالحِدَإِ القُبْلِ (١)

وقول الآخر كما في (شرح الشافية) (٢):

وهُمُ الأُلَى إِن فَاخَرُوا قَالَ العُلَا ... بِفى امرئٍ فاخَركُمْ عَفْرُ الثرى (٣)

ومثال "الأُلاءِ" الممدودة قوله:

أَبَى الله للِشُّمِّ الأُلاءِ كَأَنَّهُمْ ... سُيُوفٌ أَجَادَ القَيْنُ يومًا صِقَالَها (٤)

[[أولو، أولات]]

وأما زيادتها في "أولُو" المرفوعة و"أُولِى" المجرورة، وفي "أَولاتُ" كقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: ١٨]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: ١٢٨] {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ} [الطلاق: ٤] (أي ذَوَاتُ الأحمال، يعني الحبالى من النساء): فللفرق بين "أُولِى" (في حالتى النصب والجر) وبين "إلى" الجارة. ولم يعكس لِمَا مَرَّ.

وحُملت حالة الرفع على غيرها.


(١) البيت من الطويل. وقائله أبو ذؤيب خويلد الهذلى -انظر ديوان الهذليين جـ١ ص ٣٧، شرح الأشمونى وشرح شواهده للعينى جـ١ ص ١٤٨. ومعنى "تُبلى" من الابلاء، وفاعله مستتر، وهو المُنون. والأُلى يستلئمون: أي الذين يلبسون اللامة، وهي الدرع. وفيه الشاهد، حيث أطلق (الأولى) على (الذين). وفي قوله (على الألى) أيضًا حيث أطلقه على (اللاتى)، لأن المعنى: على الخيول اللاتى تراهن يوم الروع، أي يوم الحرب. وقوله (كالحدإِ): جمع حِدَأة، وهي الطائر المعروف. والقُبْل: هى التي في أعينها قَبَل، وهو الحَوَر (راجع شرح الشواهد للعينى - الموضع السابق).
(٢) راجع المكتوب عن شرح الشافية حاشية رقم (١) ص ٨٤.
(٣) البيت من الرجز، وقائله ابن دريد في مقصورته -انظر شرح الشافية لرضى الدين الاستراباذى جـ٤ ص ٥٠٧ (طبع دار الكتب العلمية - بيروت ١٣٩٥ هـ / ١٩٧٥ م).
(٤) البيت من الطويل. وقائله كثير عزة. انظر ديوانه جـ٢ ص ٥٠، شذور الذهب لابن هشام ص ٢٢٢. وشرح الأشمونى وشرح شواهده للعينى جـ١ ص ١٤٩. وقوله (للشم) جمع أشم، من الشمم، وهو ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه. وقوله (الأُلاء) أي الذين، وفيه الشاهد، فإِنها موصولة بمعنى (الذين) للجمع المذكر ولهذا وصف بها المذكر والقين: الحدَّاد. وأجاد: أحكم (راجع شرح الشواهد للعينى - الموضع السابق).

<<  <   >  >>