للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد حُذف من "هَأَنَذاَ" أَلِفان: ألف "هاء" التنبيه، والألف الأخيرة مِن "أنا". وما ألفها الأولى فقد وُصِلت بالهاء.

قلت: ولعل وَجْهَ حذفها من "أنا" أنها وقعت حَشْوًا، وإنما تُكتب في "أنا" المنفردة نظرًا لحالة الوقْف عليها، والواقعةُ حَشْوًا لا يُوقف عليها.

[[٤] [حرف النداء (يا)]]

الكلمة الرابعة: "يا" في النداء، فتحُذف ألفها في حالتين:

الأولى: إِذا كان بعدها "أَىْ" أو "أَهْل"، مثل "يأَيُّها النَّاسُ"، "يَأهْلَ الِكتَاب"، فإِن الألف من "أَىّ"ومن "أَهْل" اتصلت بالياء، فهي الهمزة، بدليل أنهم يكتبون الألف بالمِداد الأحمر بين الياء وبين الألف السوداء المهموزة المتصلة بالياء في المصحف نظير ما سبق في "هَأَنتُم" (١). وقد رأيتها محذوفة من "يا رسولَ الله"، وأكثر ما رأيتها هكذا: "يرسُولَ اللهِ" كثيرًا في نُسخة قديمةٍ من (تاريخ) الحافظ الذَّهَبىِ (٢).

الثانية: إِذا كان بعدها اسم مبدوء بالهمزة من الأَعْلام التي لم يُحذف منها حرف، مثل "إِبراهيم" و"إِسماعيل" و"إسحاق" و"أَيُّوب"، بوصْل ألف الاسم التي في أوله بياء النداء نظير ما سبق (٣). بخلاف ما حذفت ألفه، نحو


(١) سبق ذلك ص ٣٧١ - ٣٧٢.
(٢) هو محمَّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله. حافظ مؤرخ علامة محقق. تركمانى الأصل، من أهل ميّافارِقين. مولده سنة ٦٧٣ هـ. رحل إِلى القاهرة وطاف كثيرًا من البلدان وكف بصره سنة ٧٤١. وكان وفاته بدمشق سنة ٧٤٨ هـ. ومؤلفاته كثيرة تقارب المائة، منها "تاريخ الإِسلام" و"سير أعلام النبلاء" و"تذكرة الحفاظ" و"طبقات القراء" و"ميزان الاعتدال في نقد الرجال" وغير ذلك (من مصادر ترجمته: طبقات الشافعية للسبكى جـ٥ ص ٢١٦، الدرر الكامنة جـ٣ ص ٣٣٦، شذرات الذهب جـ٦ ص ١٥٣. وانظر الأعلام جـ٥ ص ٣٢٦).
(٣) راجع عن ذلك ص ٣٦٤.

<<  <   >  >>