للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي كل ذلك يجوز إِبدالها ياء مَحْضة ونَقْطُها كما قُرِئ به في {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: ٦] و"الخَاطِئَة"، ومثله قول "الخلاصة":

*أَحْرُفُ الإبْدالِ هَدْأتُ مُوِطيَا* (١)

وكذا قول الزَّرْقَاء (٢):

* تَمَّ الحِمَامُ مِيَه* (٣)

تريد "مِائَة"، لأنه يجوز إِبدال الهمزة المفتوحة أو الساكنة بعد كسرة ياءً محضة ما لم يُوقِع الإِبدالُ في الإِلْباس، ولم يكن في الجِناس، فإِن أوقع لم يَجُزْ، كـ "المِئَر" وكـ"التَّسْوِئَة" (بمعنى التقبيح) إِذا كتبت همزتها ياءً يحصل الالتباس بجمع "المِيرَة" وهي الطعام، وتلْتبسُ "التَّسْوِئَة"، إِذا قُلبت الهمزة ياءً بـ "التَّسْوية": "أي المعادلة والمساواة بين الأمرين".

[٣] ["إِذا سبقها ضمٌّ تُرسم واوًا"] [سُؤَال - مُؤَمَّن - دُؤَلى - رُؤَال - سُؤَّال]:

وترسم واوًا إِن ضُمَّ ما قبلها، نحو "سُؤَال" و"فُؤَاد" و"مُؤَمَّن" "كمُؤَجَّل"، و"دُؤَلى"، و"رجُلٌ سُؤَلة" كـ" هُمَزَة، لُمزَة"، و"رُؤَال" (كـ "لُعَاب" وَزْنًا ومَعْنىً)، و"سُؤَّال" كـ "طُلَّاب" وَزْنًا ومَعْنى، أي يُكثرون السُّؤَال والطلب والإِلحاح، ومنهم المعروفون "بالشَّحَّاثِين"، بالثاء المثلثة بدل


(١) ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل جـ ٤ ص ٢١٠، وسيأتى ص ٤٢٠. وتمامه:
أَحْرفُ الإِبْدالِ هَدَأتُ مُوطِيا ... فَأبْدِلِ الهمزةَ مِن واوٍ وَيَا
(٢) سبق التعريف بها ص ١٣٣.
(٣) من الرجز كما في شرح التصريح للشيخ خالد جـ ١ ص ٢٢٥، وقصته أن الزرقاء كان لها قطاة، فمر بها سرب من القطا بين جبلين فقالت:
ليت الحمام ليه
إِلى حمامتيه، ونصفه قديه
تمَّ الحَمامُ مِيَه

<<  <   >  >>