* [طريقة المغاربة في وضع الحركات مع الشَّدَّة]:
وهذه الطريقة الثانية للمشارقة فقط المكسور. وهي طريقة المغاربة في المفتوح والمضموم؛ يجعلون الفتحة والضمة فوق الحرف وتحت الشدة، فيكون شكل المفتوح عندهم على صورة شَكْل المكسور عندنا على الطريقة الثانية، فتنبَّهْ لهذا لئلَّا ترى مثل ذلك في كتابتهم وشَكْلهم فتظنه مكسورًا مع أنه مفتوح.
كما أن شكل الشَّدَّة عند أكثرهم مُنكَّسة، وليست على صورة أسنان السين كما هى عندنا.
* [الحركات المتولدة بين حركتين (الإِمالة)]:
ومن المعلوم أن أشكال الحركات منحصرةٌ في ثلاث. وأما الحركات لفظًا فلا تنحصر في ذلك، فإِن لهم حركاتٍ أخرى متولدة بين حركتيْن، ويُقال لها: "بَيْنَ بَيْنَ"؛ أي: بين الفتحة والضمة، كما يُنطق بها في نحو "القول" و"الخُوخ" و"الجوخ". أو بين الفتحة والكسرة كما في "الصّيت"، مع أن الصواب كسر الصاد.
وهذه الأخيرة هى التي عَقَدوا لها في النحو باب "الإِمالة". ولكن لم يضعوا لها شَكْلًا. غير أن بعض شُرَّاح (الصحيحين) قال في حديث: "إِمَّا لا فَاصْبروا" و"إِمَّا لا فَلَا تَتَبَايَعُوا" (١) أَنه بإِمالة اللام إِلى الكسرة. ولا تُكتب ياء، بل يُوضع فوق اللام شَكْلة منحرفة علامة الإِمالة.
[* [علامات الحركات عند غير العرب]]
وأما غير العرب فلهم علامات لباقى الحركات السبع عندهم. ولهذا قال الفخر الرازى (٢) في المسئلة [٨] من الباب [٦] من القِسْم الأول من مقدمة
(١) سبق ذكر هذين الحديثين مع تخريجهما ص (٢٣٣).
(٢) تقدمت ترجمته ص (٢١١).