للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقتضى الثاني: لكتابة الألف: أن يكون أصلها ياء انقلبت ألفًا لعلةٍ صرفية سواء كانت في اسم أو فعل.

[[صعوبة تمييز اللفظ اليائى من الواوى]]

فإِن قيل: إِن تمييز اللفظ اليائى من الواوى فيه عُسْرٌ فإِنه يُعْيِى كثيرًا من المصنفين فضلًا عن غيرهم كما قاله الفيروزآبادى (١) في ديباجة "القاموس" (٢) قلنا: إِن ذلك كان قبل بيانهما وتمييزهما في كُتُب اللغة، لا الآن.

[[الأمور التي يعرف بها تمييز اللفظ اليائى من الواوى]]

على أنه يمكن معرفة ذلك في الاسم بأحد أمرين، وفي الفعل بأحد أمرين آخرين، وفيهما معًا بأحد أمورٍ خمسة.

[١ - في الأسماء "التثنية - الإِمالة"]:

فالأمران اللذان يُعرف بهما كون الاسم يائيًا:

أولهما: انقلاب الألف ياءً في التثنية، نحو ("فَتَى" و"فَتَيَيْن") و ("رَحَى و"رَحَيَيْن")، بخلاف ("عَصَا" و"عَصَوَيْن") و ("رَجَا" و"رَجَوَيْن").

أو انقلابها ياءً في الجمع المؤنث السالم، نحو ("حَصَى" و"حَصَيَات")


(١) محمَّد بن يعقوب بن محمَّد بن إِبراهيم بن عمر، أبو طاهر مسجد الدين الشيرازى الفيروزآبادى، من أئمة اللغة والأدب، ولد بكارزين "من أعمال شيراز" سنة ٧٢٩ هـ، وانتقل إِلى العراق، وجال في مصر والشام، ودخل بلاد الروم والهند، ورحل إِلى زبيد باليمن سنة ٧٩٦هـ، فسكنها وولى قضاءها، وانتشر اسمه في الآفاق حتى كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير، وتوفى في زبيد سنة ٨١٧ هـ، ومن أشهر مؤلفاته: "القاموس المحيط" و"البلغة في تاريخ أئمة اللغة" و"بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، وله شرح لصحيح البخاري لم يكمله "من مصادر ترجمته الضوء اللامع جـ ١٠ ص ٧٩، والبدر الطالع جـ٢ ص ٢٨٠ وشذرات الذهب جـ٧ ص ١٢٦، وانظر الأعلام جـ٧ ص ١٤٦ - ١٤٧.
(٢) القاموس المحيط -المقدمة، وعبارته: "وأحسن ما اختص به هذا الكتاب: تخليص الواو من الياء، وذلك قسم يسم المصنفين بالعى والإعياء".

<<  <   >  >>