للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة الثالثة في في أَوَّلية الكتابة العربية

أي: مَن وضعها أولًا على الصورة الكُوفية؟ ومِن أين وَصَلتْ إِلى الأمة الأُمِّيَّة؛ وهم العرب القُرشية قبل بناء الكوفة؟ ومَن نقلها عن صورتها الأُولى إِلى الصورة التي هى عليها الآن؟ وفي بيان معنى كونه عليه السلام أُمِّيًّا، وحكاية أنه كتب اسمه واسم أبيه مرة على قول بعضهم. وفي بيان عِدّة كُتَّابه، وعدد المصاحف التي كُتِبتْ بأمر سيدنا عثمان وأرسلها إِلى الأَمْصار، وبيان أسماء كُتَّابها رضوان الله عليهم أجمعين.

[[اختلاف الروايات في تحديد أولية الكتابة (أول من كتب)]]

أما أَوَّلِيَّةُ الكتابة من حيث هى فقد اختلفتْ الروايات فيهما كما قاله الحافظ السيوطي (١) في كتاب (الأوائل) (٢)، وكذا في (المُزْهِر) في النوع [٤٢]، فإِنه قال (٣): "يُروى أن آدم عليه السلام أولُ مَن كَتَبَ الكتاب العربى والسِّريانى وسائر الكتب الإِثْنَىْ عَشَر وأن الكتابات كلَّها مِن وضعه كان قد كلتبها في طينٍ، وطبَخَه -يعني أحرقه- ودفنه قبل موته بثلاثمائة سنة. فبعد الطُّوفان وجد كلُّ قوم كتابًا فتعلموه بإِلهام إِلهى، ونقلوا صورته، واتخذوه أصل كتابتهم. وفي رواية أخرى: أن أول مَن خطَّ بالعربى إِسماعيل عليه السلام، وأن حروفه كلها كانت متصلة حتى الألف والراء بعكس الحِمْيرية، إِلى أن


(١) سبقت ترجمته ص (٣١) حاشية رقم (٥).
(٢) الوسائل إِلى معرفة الأوائل للسيوطي (ط الخانجي، القاهرة) ص ١١٩.
(٣) المزهر جـ٢ ص ٣٤١ - ٣٤٢ (ط دار التراث بتحقيق محمد أبو الفضل إِبراهيم وآخرين). وانظر الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (ط الحلبي ١٣٩٨ هـ -١٩٧٨م) جـ٢ ص ٢١٢.

<<  <   >  >>