للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أداة الاستثناء، حتى إِنهم يغالطون الغبيّ بها ويقولون له: هذا الاستثناء متصل أو منقطع ومن ذلك قول الفقهاء: "وإلا فلا" كقوله تعالى: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} [يوسف: ٣٣] حكايته عن قول يوسف الصديق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. وستأتي إن شاء الله عودة لحذف النون من "إِنْ" و"أنْ" في الفصل السادس من باب الحذف (١).

[[فصل (لا) عن (كي) في غير المصحف]]

ولا توصل "لا" بـ "كي" بخلاف "ما" فإِنها توصل بها للفرق بينهما كما في "الأدب" (٢) و"الدرة" (٣) ونقل في (الهمع) (٤) قولًا بالفصل لغير ابن قتيبة (٥) ففيها قولان.

وقد وصلت بها في أربع مواضع من المصحف، ذكرها في (الجزرية) (٦)


(١) سيأتي الحديث عن ذلك ص ٣٨٧.
(٢) أدب الكاتب ص ١٧٤ وعبارته: "وتكتب "كي لا" مقطوعة لأنك تقول: أتيتك كي تفعل أتيتك كي لا تفعل وتكتب (كيما) موصولة لأنك تقول: جئتك كي تكرمنا، ولكيما تكرمنا فيكون المعنى واحدًا، وهي هاهنا صلة".
(٣) درة الغواص، ص ٢٧٧ وعبارته "وتكتب (كيما) موصولة، و (كي لا) مفصولة لأن (ما) المتصلة بها لم تغير معنى الكلام، و (لا) الملتحقة بها غيرت معناها".
(٤) همع الهوامع جـ٦ ص ٣٢٣ وعبارته "وفي (كي) مع (لا) قولان: قال ابن قتيبة: تكتب منفصلة (كى لا تفعل) كما تكتب (حتى لا تفعل) منفصلة وقال غيره: تكتب متصلة.
(٥) سبق التعريف به ص ٣٣.
(٦) متن الجزرية ص ١٢ (مطبوع مع مجموعة من المنظومات في التجويد -ط محمَّد علي صبيح) والموضع المشار إِليه هو:
وصِل فإِن لمْ هُود أَن لَن نَجْعلا ... نَجْمَع كَيْلا تَحْزَنُوا تَأْسوا علَى
حَج عليك حَرَج وقَطعُهُم ... عَن مَن يشاء مَن تَولَّى يَوْم هُمْ
والمواضع الأربع المشار إِليها في الجزرية هي:
الأول: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [آل عمران: ١٥٣].
الثاني: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد: ٢٣].
الثالث: {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: ٥] وهو المشار في الجزرية بقوله حج.
الرابع: {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} [الأحزاب: ٥٠].

<<  <   >  >>