للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* والحالة الثالثة: إِذا جاء بعدها ضمير مبدوء بالهمز نحو "هَأنا" و"هَأَنْتُم"، بخلاف "هَا هُو" و"هَا هِىَ" و"هَا نَحْنُ"، وخَصَّ بعضهم هذا الحذف بالخط المتَّبع، لا المختَرع.

[٢] [ذا] الإِشارية:

وأما الكلمة الثانية التي هى اسم إِشارة، فتُحذف ألفها في حالين:

الأولى: في الإِشارة إِلى اثنين كقوله: {هَذَانِ خَصْمَانِ} [الحج: ١٩].

الثانية: مع لام البُعْد المكسورة، مثل "ذَلِكَ" و"ذَلِكُما" و"ذَلِكُمْ" و"ذَلِكُنَّ".

ومنه قوله تعالى حكايةً عن زَلِيخَا: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} [يوسف: ٣٢] كأنهم استكثروا حروف اللفظة بِتركُّبها من ثلث ممم كلمات.

وتوسطت الألف بخلافها مع لام المِلْك المفتوحة، كأَن تقول "ذَا لَكَ" و"ذَا لَكُما" و"ذَا لَكُمْ" و"ذَا لكُنَّ"، لأن الألف لم تتوسط ولا تركيب.

وأما الألف التي في "فَذَالِك" -الذى هو جمع "فَذْ لَكَة"- فليست من موضوع الكلام الذى هو "ذَا" الإِشارية؛ لأن الفاء فيه من بِنْية الكلمة، فلا يشتبه عليك، فَذَلك بفَذَالِك (١).

[٣] [ضمير المتكلم (أَنَا)]:

والكلمة الثالثة: "أَنا" ضمير المتكلم، فتُحذف ألفها في صورةٍ وجدتها في (مقدمة) ابن بَابِشَاذ (٢)، وهي ما إِذا وقع لفظ "أنَا" بين "ها" التنبيه و"ذا" الإشارية، وتَركَّبتْ اللفظة من ثلاث كلمات كما في قول الشاعر:

إنَّ الفَتَى مَن يُقُول هَأَنَذَا ... لَيْسَ الفَتَى مَن يَقُولُ كَان أَبِى (٣)


(١) أي لا يشتبه عليك كلمة (فذلك الإشارية مع كلمة (فذالك) التي هى جمع فذلكة).
(٢) لم أجده في موضعه من مقدمة ابن بابشاذ النحوية -وهو مخطوط- عند الكلام عن وصل هاء التنبيه باسم الإِشارة (ص ٤٤).
(٣) البيت المنسوخ، ولم أعثر عليه.

<<  <   >  >>