للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أولًا: أحوال (ما) الاسمية وصلًا وفصلًا]:

[١] فالاستفهامية: توصل بحرف الجر كما سبق. وبالاسم المضاف إِليه كقول (الخلاصة)

*"اقْتِضَاءَ مَ اقْتَضى" (١) *

وكأن تقول: بِمُقْتَضا مَ فَعَلتَ كذا.

[٢] والشرطية: لها الصدارة، كقوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إليكُمْ} (٢) فلا يتقدم عليها ما تُوصل بها.

[٣] وكذا التعجبية، نحو: "ما أَحْسَنَ هَذَا الكَلامَ".

[٤]، [٥] وأما الموصولة والنكرة الموصوفة فلا يوصلان بغير "مِن" و"عَن" و"في". فالأُولى هى التي تكون بمعنى "الَّذى" والثانية بمعنى "شَىء"؛ مثالهما: "إِنَّ ما قُلْتُه مَليحٌ" و"كلُّ مَا صَنَعْتُ عَجَبٌ" و"رُبَّ مَا مُعْجب لك مَذْمُومٌ عند غيرك"، وقول الشاعر:

رُبَّ مَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الأمـ ... ـر لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلّ العِقَالِ. (٣)


(١) ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل جـ٤ ص ١٧٨، في باب الوقف قال ابن مالك:
و"ما" في الاستفهام إنْ جُرَّتْ حُذفْ ... أَلِفْها وأَوْلِها الهَا إِن تَقِفْ
ولَيْس حَتْمًا في سوى ما انخفَضَا ... باسمٍ كقولك "اقْتَضَا مَ اقْتَضَى"
قال ابن عقيل: "إِذا دخل على (ما) الاستفهامية جار وجب حذف ألفها نحو (عم تسأل؟) و (بم جئت؟) و (اقتضاء م اقتضى زيد) انظر شرح ابن عقيل جـ٤ ص ١٧٩ وراجع ص ١٢٥.
(٢) الصواب: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} [البقرة، الآية ٢٧٢]. وفي سورة الأنفال الآية (٦٠): {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}.
(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت، أو لابن صرمة اليهودى. ونسبه في الحماسة البصرية إِلى حنيف بن عمير اليشكرى. وهو من بحر الخفيف. انظر الحيوان للجاحظ جـ٣ ص ٤٩، البيان والتبيين له جـ٣ ص ٢٦، المقتضب للمبرد جـ١ ص ٤٢، شرح المفصل لابن يعيش =

<<  <   >  >>