للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(المنُاوِى الكبير) (١)، حتى لا تصح العبادة مع ذلك، ولا يَنْعقِد به يمينٌ ولو كُسرت الهاء.

[حذف الألف من الكلمات (الإِله، الرحمن، الحارث، السلام) المعرفَّة]:

وكذا مِن "الإله" المعرَّف بـ"أن" أو الإِضافة ولم تكن فيه هاء التأنيث، بخلاف ما إِذا كان منكَّرًا كما يدل له كلام (المِصْباح) عند التكلُّم على "إلي" "الجارَّة" (٢). وبخلاف "إِلاهَة"، سواء كانت بمعنى العبادة -كما في قوله تعالى حكاية عن قول القِبْط لِفرعوْن في حق موسى: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} ممم [الأعراف: ١٢٧] (٣). على قراءة شاذَّة- أو كانت "الإِلاهَةُ" بمعنى الشمس؛ فإِن العرب كانت تُسميها "الإِلاهَة".

وهذا بالنسبة للخط القياسى.

أما المصحف فالألف فيه ساقطة من "إِلاه" (المنكَّر) و"آلِهَتَك". وأكثر النُّسَّاخ على اتباع رَسْم المصحف فيهما.

وتُحذف ألف "الرَّحْمن" في البسملة وغيرها، مثل "عبد الرَّحمن" على ما قاله شيخ الإِسلام في (شرح الشافية) (٤)، وإن كان (المنُاوِى الكبير) قَيَّد


(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير لمحمد بن عبد الرءوف المناوى (ويعرف بالشرح الكبير) جـ١ ص٥. وعبارته: "وحَذف ألفه (أي لفظ الجلالة) لحن يبطل الصلاة، لانتفاء المعنى بانتفاء بعض اللفظ الموضوع، ولا ينعقد به اليمين مطلقًا لابتنائه على وجود الاسم ولم يوجد". وراجع ترجمة المناوى ص ٦٣.
(٢) المصباح المنير ص ٢٨. قال مؤلفه عن (إلى) الجارة: "إِذا دخلت على المضمر قُلبت الألف ياءً. ووجْهُ ذلك أن من الضمائر ضمير الغائب، فلو قلبت الألف وقيل (زيد ذهبت إِلاه) لالتبس بلفظ (إِله) الذى هو اسم، وقد يكرهون الالتباس اللفظى فيفرون منه، كما يكرهون الالتباس الخطى. ثم قلبت مع باقى الضمائر ليجرى الباب على سنن واحد".
(٣) في قراءة حفص {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}.
(٤) راجع المكتوب عن شرح الشافية حاشية رقم (١) ص ٨٤.

<<  <   >  >>