للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"الياء" المصَّورة في الخط بدلًا عن الهمزة في نحو "نائِل" و"يُلائِم" و"حبائه" من المنقوط (١)، مع أنه لا يجوز نقطها وإبدالها ياءً محضة إِلا في حالتين على ما يأتى (٢). وكذا عَدَّ "الياء" المتطرفة أيضًا من المنقوط، مع أنهم عَدُّوها من الحروف التي لا تُنقط إِذا انفردت أو تطرفتْ، وهي أربعة: الفاء والقاف والنون والياء، يجمعها كلمة "يُنْفق".

فالياء لا تُنقط، سواء كانت ياءً حقيقية، أو صُورة؛ بأن كانت بدلًا عن همزة (في نحو: "بَرِى" و"بارِى" و"يَسْتَهْزِى") أو بدلًا عن ألف مقصورة (في مثل: "رَمَى"، "الفتى"، و"لا يَخْشى" و"حَتَّى" و"عَلَى" و"إِلي" و"بَلَى"). وفي جميع ذلك تُعدُّ في الجُمل بعشرة، نظرًا لصورتها خَطًّا، وإن نطق بها همزة أو الفًا، سواء جاز نقطُها (كما في بعض صور المبْدَلة عن الهمز المتوسطة)، أو لم يجزْ (كما في البعض الآخر)، أو كانت ألفًا.

ويدل لهذا قول شيخ مشايخنا العلامة الشَّرْقاوى (٣) في (شرحه) لـ (الوَرد) المتقدم (٤): "إِن اسمه تعالى "قَوِىّ" [١١٦] يوافق من كان اسمُه "مُوسى" أو "مُوَيْس".

وإنما جاز إِهمال الحروف المذكورة من النَّقْط لأن النقط جُعِل لمنع اشتباه المتشاركين في صورة واحدة. وهذه الحروف الأربعة (٥) لا يشاركها غيرها إِذا انفردت أو تَطرَّفَتْ.

[[أحوال الياء بين النقط وعدمه]]

وقد عُلِم من هذا ومما سبق في التنبيهات أن "الياء" عن حيث النقط وعدمه على ثلاثة أقسام كهاء التأنيث (٦):


(١) مقامات الحريرى ص (٢٦٥)، ص (٢٦٧)، وهذه الكلمات (نائل - حبائه - يلائم) جاءت في النسخة المطبوعة هكذا بهمزة على الياء أي غير منقوطة.
(٢) سيأتى الحديث عن ذلك ص (٤١٦).
(٣) تقدمت ترجمته ص (٢٥٤).
(٤) المقصود كتاب (الورد السحرى) المتقدم ذكره قبل أسطر قليلة ص ٤٥٥.
(٥) أي التي سبق ذكرها قبل أسطر قليلة. وهي: الفاء والقاف والنون والياء.
(٦) تقدمت الإشارة إلى ذلك في التنبيهات ص (٤١٥).

<<  <   >  >>