للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُوصَلُ الذِي بِمَزْحٍ رُكِّبا ... قُلْتُ: لُزُومًا لا كَمَعْدِي كَرِبا (١)

وذلك لأنه تارة يُعرب إِعراب المزْجِي ممنوعًا من الصرف، وهو الأفصح، وتارة إِعراب المتضايفَين، فُيضاف الجزء الأول للثاني، ويكون الإِعراب مُقَدَّرًا على آخر الجزء الأول، وهو الياء في الأحوال الثلاثة، والجزء الثاني يُجر بالكسرة ويُنوَّن على المشهور.

وأما ظهور الفتحة حالة النصب على الياء -نحو: "رأيتُ مَعْدِي كَربِ" فخلاف المشهور. وهذا هو ثاني الأوجه الثلاثة في إِعرابه التي ذكرها مُحشِّي (الأزهرية) عند الكلام على المركَّب المزْجِي. قال الفَارِسْكورِي (٢): "فإِذا أُعرِب صدره فُصل خطًّا فيما يظهر، وإن لم أَرَهُ مُصَّرحًا به عن أحد، ولعلنا نُزَاد فيه عِلْمًا أو نجد فيه نَقْلًا" اهـ.

[الوصل في الظروف المضافة إِلى (إِذٍ) المنوَّنة يومئذٍ وما يشبهها]:

ومما يشبه المركَّبات المزْجية وإن كان تركيبها إِضافيًا: "يَوْمِئذٍ" و "حِينَئِذٍ" ونحوهما من الظروف المضافة إِلى "إِذٍ" المنونة تنوين عِوَض عن جملة مثل: "وَقْتَئِذٍ" و "لَيْلَتَئِذٍ" و "صَبِيحَتَئِذٍ" و "سَاعَتَئِذٍ" و "قَبْلَئِذٍ" ولذلك تكتب همزة "إِذٍ" بالياء لتوسطها مكسورة.

فإِن لم تُنون "إِذ" -بأن ذُكرت الجملة المحذوفة المعَوَّض عنها بأن قيل: "حِينَ إِذْ كان كذا"- لم يصح الوصل، لزوال المقتضي، وإن لم أر من نَبَّه عليه.

[[وصل المركبات العددية مع (مائة)]]

وأما المركَّبات العددية فهي -وإن عَدُّوها من المركَّب المزْجِي في بعض أبواب-


(١) جوامع الإِعراب وهوامع الآداب (مخطوط) بدار الكتب المصرية برقم ٣٩١ نحو) -باب الوصل والفصل (ضمن خاتمة في قواعد الخط). والمخطوط غير مُرقَّم. ويقع البيت المذكور في الصفحة الثامنة قبل الآخر.
(٢) سبق التعريف به قبل أسطر قليلة.

<<  <   >  >>