كتاب المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية

الفصل الثاني في ما يحذف من ألفات الوصل - [الخلاف حول حذف ألف (ابن) إذا نسب إلى الأب الأعلى أو الأم] - ص: 348

لكن رده الدَّمامِينى (١) وقال: "كَوْنُ الأُبُوَّة حقيقية لم أَرَهُم تعرضوا لاشتراطه، فمن أين أخذ الزرْكَشِى هذا الكلام؟! " انتهى (٢).

وقد صرح القَسْطلانى (٣) -وكذا العلامة الشَّرْقاوى (٤) في (شرحه) على (الزبيدى) (٥) - أول كتاب المغازى بوجوب حَذْف ألف "ابن" خَطًّا من "المِقْداد بن الأَسْود" وقال: "لوقوعه بين عَلَمَيْن وإن لمَ يكن الثاني أَبًا للأول حقيقةً، خلافًا لمن وَهَمَ في ذلك" (٦).

[الخلاف حول حذف ألف (ابن) إِذا نسب إِلى الأب الأعلى أو الأم]:

وقال الشِّهاب الخَفَاجِى (٧) في (شرح الدُّرّة): "ومنهم من اشترط في الكنية اشتهاره بها، وأما إِذا وصُف باسم الأَب الأَعْلى فعند المصنف (يعني الحريرى) (٨) كغيره لا تُحذف، وفي (شرح التسهيل) (٩) أنها تُحذف على الصحيح. وأنشد سيبويه (١٠):

*ومِثْلَ أَسِرَّةِ مَنظُورِ بْن سَيَّار (١١) *

---

(١) تقدمت ترجمته ص ١١٤.
(٢) انتهى من حاشية الدمامينى على المغنى لابن هشام، وتسمى "تحفة الغريب" -مخطوط.
(٣) تقدمت ترجمته ص ٥٥.
(٤) تقدمت ترجمته ص ٢٥٤.
(٥) فتح المبدى بشرح مختصر الزبيدى جـ٣ ص١١١.
(٦) إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ٦ ص ٢٤٥. قال مؤلفه: "إِذا وصف العَلم بـ (ابن) متصل مضاف إِلى عَلم كفى ذلك في إِيجاب حذف الألف من (ابن) خطًّا، سواء كان العلم الذي أضيف إِليه (ابن) علمًا لأبي الأول حقيقة أم لا".
(٧) سبق التعريف بالشهاب الخفاجى ص ٥٧.
(٨) الحريرى مؤلف درة الغواص، تقدمت ترجمته ص ٣٢.
(٩) التسهيل، هو تسهيل الفوائد لابن مالك، والشرح له أيضًا، راجع ترجمة ابن مالك ص ٣١.
(١٠) تقدمت ترجمة سيبويه ص (٤١).
(١١) البيت من البسيط وقائله جرير. وتمامه:
جِئْنى بمثل بني بَدْرٍ لقَوْمِهُمُ ... أو مِثْلَ أَسرَّة مَنظورِ بن سَيَّار
انظر ديوان جرير ص ٣١٢، كَتَاب سيبويه جـ١ ص ٤٨، ٨٦، المقتضب للمبرد جـ٣ ص ١٥٣، شرح المفصل لابن يعيش جـ٦ ص ٦٩.