للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: نَعَمْ، إِلا أنها خاصة بالحرف الموقوف عليه لتدل على تشديده أو تخفيفه، أو حركة النقل أو الإِشْمام، ومع ذلك فهي مهجورة الاستعمال.

ومثلها الرموز التي كانوا يضعونها في المصاحف علامات للتجويد والوقوف، فليست مما يُستعمل في كتب العلوم العامة.

[[التفريق بين النقط والشكل بعد عصر الحجاج بن يوسف الثقفى]]

وذكر ابن خَلِّكان (١) في ترجمة الحجَّاج (٢) ما حكاه أبو أحمد العسكري (٣) في كتاب (التصحيف) أن الناس غبروا (٤) يَقْرءُون في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نَيِّفًا وأربعين سنة إِلىَ أيام عبد الملك بن (٥)، ثم كَثُر التصحيف، وانتشر بالعراق، ففزع الحجاج بن يوسف (٦) إِلى كُتَّابه، فسألهم أن يضعوا علاماتٍ لهذه الحروف المشْتَبَهة، فيُقال: إِن نصر بن عاصم (٧) قام بذلك، فوضع النَّقْط أَفرادًا وأَزواجًا، وخالف بين أماكنها،


(١) سبقت ترجمته ص (٤٣).
(٢) تقدمت ترجمة الحجاج ص (٤٠٤).
(٣) هو الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إِسماعيل العسكري، أبو أحمد، فقيه أديب، انتهت إِليه رياسة التحديث والإِملاء والتدريس في بلاد خوزستان في عصره. ولد في عسكر مكرم (من كور الأهواز) سنة ٢٩٣ هـ. وانتقل إِلى بغداد، وتجول في البصرة وأصفهان وغيرها، وعلت شهرته، ورحل إِليه الأجلاء للأخذ عنه. وكانت وفاته سنة ٣٨٢ هـ من كتبه: "المصون" في الأدب. و"صناعة الشعر" وغيرها، وهو خال أبى هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل المتوفى سنة ٣٩٥ وأستاذه (من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء للذهبى جـ١ ص ٤١٣، البداية والنهاية حـ٦ ص ٣٩٩. وانظر الأعلام جـ٢ ص ١٩٦).
(٤) غبر الشىءُ يغْبُر غُبُورًا: مكث وبقى (لسان العرب - غبر). وجاءت هذه الكلمة في نسخة (المطالع النصرية) بالعين المهملة وهو خطأ.
(٥) سبقت ترجمته ص (١١٧).
(٦) تقدمت ترجمة الحجاج ص (٤٠٤).
(٧) نصر بن عاصم الليثى. من أوائل واضعى النحو. قال أبو بكر الزَّبيدى: أول من أَصَّل ذلك (أي: علم العربية) وأعمل فكره فيه: أبو الأسود الدؤلى ونصر بن عاصم وعبد الرحمن =

<<  <   >  >>