للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التسهيل] [آخُذُ - آمُرُ] [آتَزِر]:

وأما إِذا كان السابق عليها همزة المتكلم نحو: "آخُذ" و"آذُن" و"آكُل" و"آمُر" فكان البعض يكتب الألف الثانية المسهَّلة عن الهمزة ألفًا ثانية، والبعض لا يكتبها.

والذي عليه الجمهور أن المسهَّلة لا تُرسم ألفًا كراهة اجتماع المِثْلين صُورةً، بل وضعوا مَدَّةً فوق الهمزة المصوَّرة ألفًا. ومن ذلك قول أُمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "وكان يَأْمُرنى إِذا حِضْتُ أن "آتزر" (١) بِمَدّ الهمزة الأُولى بدلًا من الهمزة الثانية الساكنة، تسهيلًا لها، والأصل: "أَأْتَزِر" بهمزتين، قُلبت الثانية مَدًّا من جنس ما قبلها، ولا تُدْغَم في التاء على اللغة الفُصْحى كما في (القاموس) (٢) و (الأشمونى) عند قول (الخلاصة):

ومَدًّا ابْدِل ثَانِىَ الهمزينِ مِن كلمةٍ. . . إِلخ (٣)

وبعضهم روى الحديث بتشديد التاء إِدغامًا للهمزة فيها. لكن إِدغام الهمزة في التاء شَاذٌّ خارج عن القياس، إِلا إِن تحققت الرواية عنها ذلك، فيُسمع ولا يُقاس عليه، وتقدَّم في أول فصل من الباب الأول تبيان ذلك، فارجع إِليه إِن لم تكن حققته (٤).


(١) أخرجه بهذا اللفظ -بالمد- الترمذي في سننه -كتاب الطهارة- باب ما جاء في مباشرة الحائض (رقم ١٣٢) وأحمد بن حنبل في المسند (٦/ ٥٥، ٢٠٩) والدارمى في سننه (١/ ٢٤٢). والحديث متفق عليه بلفظ "أَتَّزر" أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الحيض- باب مباشرة الحائض (رقم ٣٠٠، ٣٠٢) ومسلم في صحيحه -كتاب الحيض- باب مباشرة الحائض فوق الإِزار (رقم ٢٩٣/ ٢٥١).
(٢) القاموس المحيط -أزر (باب الراء، فصل الألف)، وقد تقدم الكلام عن ذلك ص (١٠٣).
وراجع هناك ما نقلته عن الزبيدى صاحب تاج العروس.
(٣) شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ ٤ ص ٢٩٨. وقد سبق ذكر البيت كاملًا ص (١٠١) والخلاصة هى ألفية ابن مالك، راجع ص (٩٤) حاشية رقم (٣).
(٤) راجع عن ذلك ص ١٠٢ - ١٠٣.

<<  <   >  >>