للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُوسُفَ} [يوسف: ٨٧]، فإِن "التَّجسُّس" لا يكون في الخير، بل في الشر، بخلاف "التحسُّس". وإن كان المعنى قد لايختلف في نحو {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} [الإسراء: ٥]: و {حَاسُوا} كما قُرِىء بهما (١).

نَعَمْ، "الباء" وأمثالها لا تُوصف بالمعجم، بل بالموحَّدة، والمثناة الفوقية والتحتية، والمثلَّثة. وكذا "الظاء" يُقال فيها المُشَالة. و"الضاد" الساقطة.

[[رأى للمؤلف في نقط المهمل]]

يقول الفقير: ظهر لي في نقط المهمل من أسفل منفعةٌ جليلة في الكلمات التي تَرِد في اللغة وفي بعض الأحاديث بوجْهَىِ الإِعجام والإِهمال، كـ"التَّشْميت، والتَّسْمِيت" (٢) فتُنقط من فوق دليلًا على إِعجامها، ومن تحت للدلالة على الإِهمال، إِشارةً إِلى أن في الحرف وجهيْن. فاحفظ هذا ينفعْك في الكلمات التي عَقَدَ لها في (المزْهر) ترجمةً مستقلة فيما جاء بوجهين، كـ"الحَضَب، والحَصَب" (٣)، و"المصْمصَة والمضْمضة" (٤) و"هِمْيَع، وهمْيَغ" (٥) (للموت السريع)، وغير ذلك مما


(١) قال ابن جنّى: "قراءة أبى السمَّال (فحاسوا) بالحاء. قال أبو زيد: قلت له: إِنما هو (فجاسوا) فقال: (حاسوا) و (جاسوا) واحد. راجع المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإِيضاح عنها لأبي الفتح عثمان بن جنى -طبع القاهرة ١٣٨٦هـ، بتحقيق د. على النجدي ناصف، ودكتور عبد الحليم النجار.
(٢) قال ابن منظور في لسان العرب (شمت): "تشميت العاطس: الدعاء له. قال ابن سِيده: شمَّت العاطس وسمَّت عليه: دعا له ألا يكون في حال يُشمت به فيها، والسين لغةٌ. وكل داعٍ لأحدٍ بخير فهو مُشمِّت له ومُسمِّت -بالشين والسين، والشين أفشى في كلامهم".
(٣) الحَصب: الحطبُ في لغة اليمن وقيل: كل ما أُلقى في النار من حَطَب وغيره يهيجها به: والحَضَب لغةٌ في الحَصَب، ومنه قرأ ابن عباس {خَضَب جهنم} [سورة الأنبياء/ ٩٨] منقوطة قال الفراء: يريد الحطب (لسان العرب - حضب).
(٤) مضمض إِناءه ومصمصه: إِذا حركه، وقيل: إِذا غسله (لسان العرب - مضض).
(٥) قال ابن منظور في لسان العرب (مادة/ همع): "الهمْيع -بالياء والميم قبل العين: الموت =

<<  <   >  >>