للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما كُلُّ مَن لاقَ اليَرَاع بكاتبٍ ... ولا كُلُّ مَن رَاشَ السِّهامَ بصَائِبِ (١)

[[معنى الكتابة عند الفقهاء]]

وتُطلق الكتابةُ شَرْعًا -أي عند الفقهاء- على عَقْدٍ بين السَّيِّد وعَبْدِه على مالٍ يدفعه إِليه مُنَجَّمًا (٢)، فَيُعْتَق بأَدَائِه.

وهذا المعنى إِسلامى لم يكن معروفًا للعرب في الجاهلية كما قاله البِرْمَاوِى على (ابن قاسم) (٣).

والمناسبة بين هذا المعنى والمعنى اللُّغوى أن فيها -كما قاله صاحب (الدرر) من الحنفية (٤) - جَمَعَ حُريةَ الرَّقَبة مآلًا مع حُرية اليد حالًا، فإِن المُكاتَب مالكٌ


(١) البيت من بحر الطويل ولم أصل إِليه. ولم أتبين من المقصود بالنابغي؟ أهو الذبياني؟ أم الجعدى؟ أم الشيباني؟!.
(٢) النَّجْم: الوقت المضروب، ونَجَّمتُ المال إِذا أديته نُجومًا. وتنجيم الدَّيْن: أن يُدفع عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة، مُشاهرة (كل شهر) أو مُساناةً (كل سنة) ومنه تنجيم الُمكَاتَب (لسان العرب - نجم).
(٣) أي في حاشيته على (شرح الغاية) في فروع الفقه الشافعي لابن قاسم الغزى. والبرماوي هو: إِبراهيم بن محمَّد بن أحمد، شهاب الدين بن خالد البرماوي الأنصارى الأحمدى الشافعي، شيخ الجامع الأزهر. وفاته سنة ١١٦٠ هـ. وله من المؤلفات -بالإِضافة إِلى حاشيته المذكورة- "حاشية" على "شرح المنهج" للقاضي زكريا الأنصاري، في الفقه الشافعي (في مجلدين)، وغير ذلك (له ترجمة في هدية العارفين جـ١ ص ٣٦، إِيضاح المكنون جـ٢ ص ١٣٦، ص ١٧٦، معجم المؤلفين جـ١ ص ٨٥).
* وأما ابن قاسم فهو محمَّد بن قاسم بن محمَّد بن محمَّد، أبو عبد الله، شمس الدين الغزى، يعرف بابن قاسم، وبابن الغرابيلي. فقيه شافعي، ولد (سنة ٨٥٩ هـ) ونشأ بغزة، وتعلم بها وبالقاهرة، وتولى أعمالًا في الأزهر وغيره. توفي سنة ٩١٨ هـ من كتبه: "شرح الغاية" المذكور، ويُسمَّى "فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب" يعرف بشرح ابن قاسم علي متن أبي شجاع (أحمد بن الحسين الأصفهانى / ت ٤٨٨ هـ). وله تصانيف أخرى (راجع ترجمته في: الضوء اللامع جـ٨ ص ٢٨٦، هدية العارفين جـ٢ ص ٣٠٠ إِيضاح المكنون جـ ٢ ص ١٣٦، ١٦٩، ٦٦٢ الأعلام جـ٧ ص ٥ - ٦، معجم المؤلفين جـ ١١ ص ١٤٧).
(٤) كتاب (الدرر) هو (درر البحار) في فروع الفقه الحنفي، للشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمَّد بن يوسف بن إِلياس القونوي الدمشقي الحنفي المتوفى في سنة ٧٨٨ هـ، والكتاب متن مشهور مختصر وعليه شروح عدة (انظر كشف الظنون جـ١ ص ٧٤٦).

<<  <   >  >>