للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الإِمام عثمان أَوْصى كُتَّاب المصاحف الأربعة أن يكتبوها على لغة قريش، وأن يرجعوا إِليه عند الاختلاف.

ونص الإِمام النَّوَوِى (١) في "شرح مسلم" على أن "الفُرات" و"التَّابُوت" يُكتب كل منهما بالتاء المجرورة (٢).

ورأيت في "حاشية القاموس" (٣) نقلًا عن "التوشيح" (٤) أن "الفُرات" بالتاء والهاء لغتان فصيحتان (٥).

[[مواضع تسمية هاء التأنيث]]

وقد عُرِف مما سبق من تسميتها هاء تأنيث كونها عِوَضًا عن فاء الكلمة إِذا كانت واوًا، نحو "عِدَة" و"ثِقَة" و"مِقَة" (٦) و"هِبَة" و"صِلَة".

أو عوضًا عن عينها كذلك؛ أي إِذا كانت واوًا كـ "إِقَامة" و"إجَازة"، أو كانت همزة مثل "لُمَة" في قول سيدنا عمر: "لِيَنكَح الرُّجُلُ لُمَتَه" (٧) (بضم اللام، أي: شَكْلَه، ومِثْلَه في السِّن)، فالهاء في "لُمَه" عِوَض من الهمزة


(١) تقدمت ترجمته ص ٥٤.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي جـ٢ ص ٢٢٥ "كتاب الإِيمان -باب الإِسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبارته: "الفرات: بالتاء الممدودة في الخط في حالتى الوصل والوقف، وهذا وإن كان معلومًا مشهورًا- فنبهت عليه لكون كثير من الناس يقولونه بالهاء، وهو خطأ".
(٣) راجع المقصود بحاشية القاموس ص ٣٠، هامش رقم (٢) وانظر هناك التعريف بمؤلف الحاشية ابن الطيب المغربى.
(٤) التوشيح: اسم كتاب، وقد وردت هذه الكلمة في نسخة المطالع النصرية "التي اعتمدت عليها" وردت بالثاء المثلثة هكذا "الثوشيح" وهو خطأ.
(٥) إضاء الراموس جـ٢ ص ٥٧٩ - مخطوط محفوظ بدار الكتب المصرية رقم ٣٩٦ لغة تيمور، ميكروفيلم ٤٨٦٩٦، ونقله الزبيدى- تلميذ ابن الطيب المغربى صاحب الحاشية -نقله في تاج العروس جـ٢ ص ٥٦٨ وقال: نقله شيخنا عن "التوشيح".
(٦) المِقَة: المحبة وَمِقَ يَمِقَ مِقَةً وومقًا: أَحبَّ. والتَّوَمُّق: التودد "لسان العرب - ومق".
(٧) انظر قول عمر بن الخطَاب رضي الله عنه في لسان العرب، -مادة لما "طبع دار المعارف جـ ٥ ص ٤٠٨١".

<<  <   >  >>