للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل "به" و "له" أو عَروضًا فيهما، مثل: "مِمَّ" و"عَمَّ" أو وَضْعًا في الأُولى وعروضًا في الثانية نحو: "بِمَ" و "لِمَ". أو بالعكس نحو: "قِهِ" و"عِهْ" بضمير المفعول ساكنًا أو متحركًا باختلاس أو إِشباع.

[الوصل والفصل في المركبات المزجية (بعلبّك -معد يكرب)]:

أو بأن تكون اللفظة مركبة مَزْجيًّا "كبَعْلَبَّك"، فلا يجوز فيها الفصل لاختلاف المعنى بفصلها. فجعلوا الوصل في "بَعْلَبَّك" (١) (اسم البلدة بالشام) للتمييز بينه وبين "بعل" -اسم الصنم المضاف إِلى صاحب البلد المسمى "بك" ولهذا في (الكليات): (٢) "كأَيِّن" التي بمعنى "كَمْ" من ذلك تُكتب بالنون للفصل بين المركَّبة وغير المركبة مثل: "رأيت رجلًا لا كَأَيِ رجلٍ يكون". وكما يُكتب "مَعْدِ يكَرِب" و"بَعْلَبَّك" موصولًا. وكما تُكتب "ثَمَّةَ" الظرفية بالهاء فَرْقًا بينها وبين "ثُمَّتْ" (٣) العاطفة".

لكن في (حواشي) الفَارِ سْكُورى (٤) على (نظمه) لـ (جَمْع الجوامع (٥)) وجهٌ لفصل "مَعْدِي كَرِب" عند قوله:


(١) بعلبك: مدينة بالشام، بينها وبين دمشق مسيرة ثلاثة أيام، فتحها أبو عبيدة بن الجراح صلحًا بعد أن فرغ من فتح دمشق سنة ١٤هـ (معجم البلدان جـ١ ص ٤٥٤، معجم ما استعجم جـ١ ص٢٦٠).
(٢) الكليات جـ٤ ص ٨٩.
(٣) في الكليات (ثُمَّ).
(٤) عمر بن محمَّد بن أبي بكر. أديب، من علماء العربية. نسبته إِلى فارسْكور بمصر. وكانت وفاته بدمياط سنة ١٠١٨ هـ من كتبه: "جوامع الإِعراب وهوامع الآداب" (مخطوط) نظم فيه جمع الجوامع وشرحه همع الهوامع للسيوطي. وله "خاتمة جوامع الإِعراب" و"السيوف المرهقة في الرد على زندقة المتصوفة"، ورسائل في علم الهيئة (خلاصة الأثر جـ٣ ص ٢٢١، كشف الظنون ص ٩٤٠، الأعلام جـ٥ ص ٦٤، معجم المؤلفين جـ٧ ص ٣٠٨).
(٥) وهو المسمى جوامع الإِعراب وهوامع الآداب (انظر عنه ترجمة الفارسكوري في الحاشية قبل هذه مباشرة).

<<  <   >  >>