للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو كانت حرف لين، بأن فتح ما قبلها ولا يكون ذلك إِلا في الأسماء نحو "شَئٌ" و"فَئٌ" و"قَئٌ".

والرابعة: أن يكون حرف العلة واوًا، سواء كانت حرف مَدٍ أيضًا بِأَن ضُمَّ ما قبلها، مثل: "يَبُوء" و"يَنوء" و"يَسُوء" من الأفعال، و"وُضُوءٌ" و"هُدُوءٌ" و"قُرُوءٌ" (١) من الأسماء.

أو كانت حرفَ لِين، ولا يكون ذلك في غير الأسماء، نحو "ضَوْءٌ" و"نَوْءٌ" (٢).

أو لم تكن مَدًا ولا لِينًا، بل كانت مشددة، مثل: "التَّبَوُّء".

ففى جميع ذلك لا يكون للهمزة صورة بحرف من أحرف العلة الثلاثة، لأنها في الأسماء تقلب من جنس ما قبلها، ويُدْغم فيها عند الوقْف إِن شُدِّد، أو تُحذف بالكلية ويُوقف على ما قبلها ساكنًا.

إلا أن صاحب "الأدب" (٣) قال في اسم الفاعل المنقوص ترسم همزته ياء في مثل "جائ" و"شَائِ" و"رَائِ" و"مرَائِ" و"مُرْئِ" و"مُنْئِ" (بوزن "مُكْرِم") أسماء فاعل نكرات، لئلا يكون في حَذف الهمزة إِجْحافٌ بحذفها وحَذْف ياء المنقوص التي تحُذف منه حَالَ التنكير، وتَثْبُت حال التعريف، فانظر ما ذكرناه في الفصل الرابع من فصول الحذف (٤).

[الهمزة المتطرفة ظاهرًا إِذا سبقها ساكن حُرِّك بالضم أو بالكسر]:

هذا، وقولنا فيما سبق: "ولم تحدث له حركة إِتباع لما قبله ولا حركة نقل مما


(١) القُرْء والقَرْءُ: الحيض والطهر "ضِدٌ"، وذلك أن القرء الوقت، فقد يكون للحيض والطهر، والجمع أَقْراء وقُروء "اللسان - قرأ".
(٢) النَّوْء: النجم إِذا مال للمغيب، والجمع: أَنْواء ونُوآنٌ "اللسان - نوأ".
(٣) أدب الكاتب لابن قتيبة ص ١٨٧.
(٤) راجع عن ذلك ص ٣٧٦، ٣٧٧.

<<  <   >  >>